تتوزع مشاعر جماهير الهلال على قسمين لا ثالث لهما الأول الأمل العريض الذي يدغدع القلوب وتهفو به النفوس ويداعب أخيلتهم وينتظرون لحظة الحسم وإعلان الفوز والتأهل على حساب الترجي. ويستندون في هذه الأحلام على رؤية صائبة وثقة كبيرة على خلفية التدريبات الأخيرة والمعسكر الإعدادي الذي انتظم به الفريق بالقاهرة. وقد حملت الأنباء أن النفوس التبست لبوس الأسود وزمجرت من تحت الصدور وتتأهب للانقلاب على الترجي والانتقام لخسارة الخرطوم وتصدير الحزن لبني سويقة حتى يُعرف قدر الهلال من قدر الرجال. ويسوق خطى الهلال لهذه الأحلام ارتكاز على الفأل الحسن والتحدي والتجارب السابقة التي كان خلالها الفريق على قدر التحدي. ومن قبل عاد من المغرب وهو في قمة الرجاء.. انتزع التأهل وصعد لمربع الذهب. ونتوقع أن يتمسك الهلال بالأمل ويتشبث بالاستمرار في المنافسة تقديرا لاسمه الكبير ولحاقا بالشرف الرفيع وتعظيما للجماهير التي ظلت وقودا لكل المعارك تدفع الفرسان نحو الغد المأمول وقد باتت تنتظر البشارة وصوت السعد يصدر من هناك. من قلب الشمال الأفريقي حتى تكتمل الصورة ويتمدد الفرح وينثر الهلال عطر الفصول على تضاريس الوهج العبوس ويستعيد وهج النضار وبه تستعيد الحياة شكل الجمال. تنتظر جماهير الهلال ثورة الأسياد على أن ينقلب السحر على الساحر ونعود بالنصر ونشعل الغضب في ربوع الخضراء مثلما أشعل بوعزيزي زناد التخلص من زين العابدين بن علي. لا مناص من الفوز والتأهل فالكل يترقب ونحن على المدار في الانتظار وما قدمه الهلال في المباريات السابقة وتسجيل اسمه للمواسم الأخيرة كزبون راتب للمجموعات يشفع للأزرق بالاستمرار في المنافسة والظهور في النهائي ليكون تكريما وتقديرا لعدد من الجهات أسهمت في وضع الهلال موضع الأمجاد والشرف. أما الفئة المتخوفة التي تظعن أحلامها باتجاه الخوف من المجهول ومصير السنوات السابقة فتبدو رهينة لعهود خلت كانت عجافا على الهلال عندما كان يتلقى الخسائر من فرق شمال القارة وبالخمسات وغيرها. ولهم نقول إن الهلال ودع هاتيك العهود ولن يعود. الهلال الذي بات ذائع الصيت جهير السيرة تتملك خصومه حالة الرعب والفزع لا يمكن أن يكون مرعوبا من الترجي حتى ولو كان الأخير كسب لقاء أم درمان ففي الموسم الماضي كسبناه بهدفين وتعادلنا على أرضه. لكن الخوف يصبح مقبولا ومحتملا إذا فرط النقر وانتهج الهجوم بلا تحسب للمباغتة وإذا نزع للهجوم وأهمل الدفاع وإذا حصر تفكيره في التقدم والانفتاح لمعادلة النتيجة ولم يأمن شر الترجي. سيكون تركيز الترجي على مباغتة الهلال والاستفادة من تحليل نفسيات المدرب وتوقع أن الأسياد سيخوضونها هجومية بغرض معادلة النتيجة أو القفز فوق حاجز المنطق وإلحاق الخسارة بالترجي في وقت مبكر. لكن إرادة الهلال ستعتبر أن الفوز على الترجي هو المنطق لأن القياس الصحيح يفرض وجود الهلال في النهائي. والترجي لا يختلف عن الهلال من حيث المستوى الفني حتى يتخلف الأسياد ويمضي التونسي حتى نهاية المشوار. القلق النبيل سوف يسيطر على أحلام الجماهير وما بين الأمل والرجاء تتقلب الأفئدة على جمر الانتظار طوال تسعين دقيقة نتمنى أن تبتسم للهلال وترجح كفته وتصالح أهله الذين ظلوا في حالة ترقب طوال الأيام الماضية وباتوا في انتظار الفرح الجميل. يحمل الهلال تطلعات الملايين وتنعقد عليه آمال عراض وليس غريبا أن تبين العزائم عند الشدائد ونتوقع أن يستجيب القدر وينجلي ظلام الليل وينقشع صبح البشارة ونرى الهلال بكامل أناقته وجماله وبهائه في النهائي الأفريقي لتسعد القارة بعد أن تكتحل أمة السودان برؤية كامل الأوصاف. الدعوات للهلال بالتوفيق والتأهل والعودة ظافرا من رحلة الإعجاز والصمود والجسارة لتكتمل أفراح الوطن الذي يمضي في ثبات وعزم خلاق لإحداث التغيير على كافة الأصعدة. اللهم انصر الهلال نصرا مؤزرا.