حراك كبير شهدته الساحة الاتحادية مؤخراً إزاء موضوعة الوحدة. المواقف داخل الحزب راوحت الرفض والتأييد لمصطلح «لم الشمل»، البعض اعتبر أن مولانا دفع بالمصطلح لجمع الاتحاديين داخل حزبه كبوّابة يدخل عبرها الراغبون في الوحدة معه كأفراد وليس كيانات.مجموعة من قيادات الحزب، بما فيها رئيس لجنة الوحدة أحمد علي أبو بكر، خرجت عليه وأعلنت انضمامه لكيان الحزب الاتحادي بقيادة الدقير. الاتهامات تتالت على هذه المجموعة بأنها لا تسعى للوحدة بقدر سعيها للمناصب والوظائف عبر حصة الاتحاديين في الحكومة. الملاحظة الجديرة بالرصد هنا أن بداية أكتوبر من كل عام أصبحت موسماً لحركة ونشاط الاتحاديين باتجاه الوحدة التي غالباً ما تنتهي بميثاق وتقبر العملية بانتهاء مراسم التوقيع..!! لقراءة الوضع المعقد داخل الكيانات الاتحادية بسبب الوحدة وخاصة كيان الأصل فتحت «الأهرام اليوم» هذا الملف حيث نشرنا بالأمس حواراً مع سيد هارون أحد القيادات المنشقّة عن مولانا. وعلى الوعدالذي قطعناه مع قارئنا نوالي اليوم نشر إفادات الطرف المعني بآراء هارون التي احتلت هذه المساحة من عدد الأمس. الناطق الرسمي باسم الأصل؛ علي نايل طرحنا عليه جملة من التساؤلات حول ما يجري في الاتحادي والاتهامات المتبادلة، فلنطالع إفاداته: { كيف تقرأ الساحة الاتحادية الآن بخلافاتها المتجذرة والمتجددة؟ - أولاً الناس ترى الخلافات الاتحادية ظاهرة غير صحية لكننا نعتبر هذه الخلافات التي ظهرت مؤخراً هي كل الخير للحزب الاتحادي لأنها كانت سبباً في خروج عدد من الأسماء التي لا تستطيع البقاء في الحزب الاتحادي الديمقراطي لأنهم لا يملكون صفة الثبات على المبادئ وفي اعتقادي أن الذين خرجوا مؤخراً ليس لوجود عيب في الحزب الاتحادي بل لأن العيب فيهم لأنهم خرجوا من أجل تحقيق بعض المكاسب الخاصة وأرى خروج هذا النوع من الحزب خيراً وبركة للحزب وليس ضرراً. { طيب ماذا عن الذين خرجوا من قبل؟ - الذين خرجوا من قبل كان خروجهم لذات السبب ومنهم من استجاب لتحريض ومؤامرات أعداء الحركة الاتحادية وقد بدأ الخروج في الفترة الأخيرة من الحزب الاتحادي الديمقراطي منذ مبادرة الشريف زين العابدين الهندي وفي اعتقادي خروج البعض من مسبباته تحريض المؤتمر الوطني الذي سعى منذ مجيء الإنقاذ لإحداث فرقة وشتات بين صفوف الاتحاديين حتى يخلوا لهم الجو على طريقة فرق تسد لأن الجبهة الإسلامية لا ترى هناك من يقف أمامها ويعرقل مسيرتها غير الحزب الاتحادي، لذلك كثفوا جهدهم لإثارة الكثير من الزوابع وسط الاتحاديين لإحداث مزيد من الفرقة. { هل الخروج عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يمثل جريمة يستحق مرتكبها الشتم وينفى من الحركة الاتحادية؟ - نعم الحزب الاتحادي الأصل الخروج منه يمثل جريمة في حق هذا الوطن لأنه الحزب الذي يضع كل أفراد الشعب السوداني أملهم ورجاءهم فيه لذلك إحداث مثل هذه الزوابع عمل مفتعل لتعطيل مسيرة الحزب لأن من يريد الإصلاح عليه أن يقول ذلك داخل المؤسسات إن هناك إخطاء وأمور في حاجة لإصلاح لكن ما تم كان فيه كثير من الأخطاء واللؤم والطعن من الظهر لأن الذين خرجوا أخطأوا في حق هذا الحزب وحق رئيسه مولانا محمد عثمان الميرغني لأنهم كانوا من أقرب الناس إليه ومحل ثقة السيد، مثلاً أحمد علي أبوبكر كان يعتبر الرجل الثاني في الحزب بعد السيد ويجلسه على يمينه ثم الأخ سيد هارون استدعاه السيد معي في يوم واحد لنؤدي القسم في هيئة قيادة الحزب، أما حسن هلال فاختاره السيد مندوباً له ليذهب لمالك عقار في ذات الأيام التي كان يحيك فيها مؤامرتهم مع مجموعته ضد السيد، وقد نبهه البعض لكنه لم يصدق بأن حسن هلال يمكن أن يفعل أو يقدم على مثل هذه الخطوة وأذكر أن مولانا منعني من التصدي بالحديث لدكتور الباقر أحمد عبدالله في إحدى الاجتماعات عندما جاء حديثه يحمل نوعاً من الوقيعة بين السيد والشقيق علي محمود حسنين وهو يطالب - أي الباقر - بإقالة حسنين وعندما تصديت له طلب مني مولانا عدم التعرض له رغم أن حديث الباقر لا يرتقي لمجرد الاستماع له، دعك من أن يعمل به ويؤخذ مأخذ الجد، على كل هذا شعور وتعامل مولانا معهم في وقت كانوا يحيكون الدسائس ضده. { الملاحظ كلما طرحت قضية الوحدة اشتعلت الخلافات وسط الكيانات الاتحادية ما السر في ذلك؟ - أحمد علي أبو بكر كان رئيس لجنة لم الشمل لعدة سنوات ماذا فعل غير العرقلة وإثارة الجدل الدائر الآن حول مصطلح لم الشمل والوحدة؟! فهل الذي يريد الوحدة حقيقة يتوقف عند تفسير المصطلحات؟! وهذا يؤكد أن هناك عدم جدية لأن الفصائل الاتحادية الموجودة الآن ليست لها قاعدة جماهيرية ترتكز عليها وإنما هم أفراد محرضون وكل من له أجندة يتبنى خط هذه الخلافات ويعرقل الوحدة الاتحادية وأنا شخصياً وسط هذا الزخم من الكيانات الاتحادية التي تملأ الساحة لا أعترف إلا بفصيل الشريف الذي يحظى بتأييد الطائفة أو الطريقة الهندية لكن انظر إليه الآن وقد انقسم لفرقتين؛ إحداهما مع الدقير والأخرى مع صديق الهندي وفي اعتقادي فصيل صديق هو الذي يملك الجماهير وكان على «أحمد علي أبوبكر» ومجموعته أن ينضموا إليه لأنه الأقوى والأبقى بجماهير الطريقة الهندية. { لماذا تعتقدون أن الحزب الاتحادي الأصل هو الأساس وما غيره شلليات وأفراد يفتقرون للسند الجماهيري؟ - نحن نؤكد ونصر بأنهم أفراد وليس لهم قاعدة جماهيرية. أنا أسأل من وراء الدقير من الجماهير سوى بعض طالبي الوظائف؟! ولا أريد أن أخوض في هذا كثيراً حتى لا أضع المزيد من العقد في المنشار ونحن الآن نسعى للم شمل الاتحاديين، لذلك أرجو إعفائي من إبداء رأيي في بقية الفصائل وهي الآن قد أبدت استجابة للوحدة المطلوبة وسنعلنها في القريب إن شاء الله. { إذن ما معيار الإصلاح لديكم وطرق تحقيقه إن لم يكن بالمواجهة والمناصحة؟ - أن تكون هناك مناقشة ووضوح داخل مؤسسات الحزب وأفتكر مجموعة أحمد علي كان يمكن أن تدعو لاجتماع علني ومناقشة ما تراه في فناء الحزب الرحب مثلاً في دار الحزب ببحري ويطرح ما يريده من إصلاح إن كان يسعى له مع مجموعته حقيقة بدلاً من الاجتماعات السرية في الخفاء في الحلفايا وغيرها من الأماكن ولا أحد يرفض الإصلاح الذي يأتي عبر المؤسسات والقنوات الرسمية الخاصة في الحزب وأنا سبق أن تقدمت باستقالتي بسبب هذه المجموعة وأوضحت لمولانا بأنني استقلت لأن هناك أناساً لا يعدون على أصابع اليد الواحدة هم سبب مصائب الحزب وعرقلة مسيرته. { هل يمكن اعتبار ما يجري صراعاً غير معلن بين الاتحاديين والختمية؟ - إطلاقاً ما يجري من نزاعات لن يكون بين الختمية والاتحاديين لأن الختمية كغيرهم في الحزب يتقدمون ويتأخرون فيه عبر الديمقراطية ويقدمون كل الدعم للحزب الأصل ولا يتطلعون لقيادته والمجموعة التي أشعلت الفتنة كانت مقربة من مولانا - وزعيمها أحمد علي لا علاقة له بالختمية. { أنتم تعيبون المشاركة وتفاوضون المؤتمر الوطني وهناك تضارب في الحديث حول مشاركتكم ما السبب؟ - نحن دائماً نسأل لماذا يصر المؤتمر الوطني على إدخال الاتحاديين في شراكة معه ولأجل ذلك يمارس كثيراً من أساليب الضغط بكل الوسائل ومهما حاولنا القول بأننا بعيدون عن المشاركة تجد قيادة المؤتمر الوطني تؤكد بأننا مشاركون قبل أيام قلنا إننا أغلقنا باب الحوار والمشاركة فخرج د. نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني وقال إن الحزب الاتحادي مشارك ولا أخفي أنني أصبحت في وجل من المؤتمر الوطني لماذا يصر على تغيير رغبات الحزب الاتحادي وكأنه يملك حق إجبارنا على قول ما لا نرغب فيه؟ وأخشى أن نصبح مشاركين «لا قدر الله» تحت ضغط وإصرار المؤتمر الوطني.