{ وارتدت الشمس ثوباً حريري الملمس، جذاباً، أنيق اللون، تكاد تنكره العين من شدة جماله، ولكن، ما جدوى الصباح بلا إطلالة صوتك الذي تتسع له مدارات الضوء في كل فلك من أفلاك الرؤى، وتخر له ذبذبات الصمت في أعماق طبلة الأذن والمعاني سجداً؟! أي صبح هو؟ هل هذا الذي يتسلق جدران الليل الخافت لتدركه أبصارنا؟ ومن قال إن انتشار الضوء يعني الصباح؟! { يقتحم هذا الضوء خلوتي معك فيجبرني على ارتداء الحزن ثوباً ستر ضفائر هزيمتي وبعضاً من مغاني الجسد!! { ليتني أمتلك حق الصراخ، وليتك تخرج جراء صرخة عابرة. { ليتني طفلة ينتهي ألمها بجفاف آخر دمعة رسمت على خدها ملامح الحزن. { ليتني مذيعة في إذاعة تخصصت في نقل أسماء الموتى لينتهي حزني بانتهاء، آخر اسم. { ليتني التحقت بآخر موكب موت مهيب، فالموت لا يعني التعاسة دائماً ولكن ألمك يؤرخ لموت يزحف ببطء إثر كل فرح قادم. هكذا علمتني الحياة.. أن تمنعني حق الابتسامة إلا ببطء وأن تسلبني حق الحياة ببطء وأن تقصيني عنك ببطء وأن تجتر أحزاني التي نزلت بوادٍ غير زي زرع ببطء. وأنت الآن تغادرني ببطء..! قاتل هو هذا البطء مميت هو هذا الهروب الذي يحتويك على مضض. أنت الآن تجرني نحو اليأس!! أو لم تقل لي إن ما في القلب باق؟! أو لم تحدثني مراراً عن أنني ازداد عمراً في خيالك كلما مضت الأيام؟! أو كذباً سافرت على دروب مشاعري جيئة وذهاباً؟! إن كنت حقاً امرأتك التي خلقت لأجلك فلماذا تغض الطرف عن وجعي وعن دمعي وعن قلمي الذي ما ازدانت به ثياب ورق عانق البياض لحيته لزمن شاسع؟ لماذا تعاقبني وأنت تدرك خطر هذه الطفلة التي تتعمد إحداث الفوضى داخلي كلما رتبتها بالعمر والسنين؟! لماذا تعيد صياغة عقابي تحت كل مادة من مواد دستورك الجائر وتجدد العقوبات على ذنب واحد لا يستحق؟! إنها سذاجتي وبراءتي!! يا لبراءتي.. حمقاء هي هذه الكلمة لأنها دفعت بي نحو طرقات الأحزان دفعاً. يا دفقات الغيم البخيل: إن كان واقعنا الذي رسمناه خلوداً على دفتر الآتي مجرد خيال أشعث، فهل مات هذا الخيال الذي ارتدى جلباب حلم رائع؟ أم أنه انفجار مؤقت لبقعة من بقاع الجسد تدعى الروح؟!