{ ليس منا من لم تحك أشجانه الانحرافات المجتمعية الدخيلة التي طالت مجتمعنا مؤخراً, لا سيما تلك التي باتت تهد أمن الأسر والأطفال. ولم يكد حبر مدادنا يجف بعد ما كتبناه الأسبوع الماضى ضمن (مطلوب إعدامه) حتى وجهت لنا الدعوة المزدوجة من شركة (زين) للاتصالات و(وحدة حماية الأسرة والطفل) التابعة لشرطة أمن المجتمع للوقوف على عقد الشراكة الذي تم إبرامه بين الجهتين والذي يصب بالكامل في مصلحة مجتمعنا. { وجاء هذا الاتفاق في إطار استراتيجية الشركة للمسؤولية الاجتماعية, بموافقتها على دعم المشاريع المقترحة التي تقدمت بها الوحدة, لا سيما وأن التعاون المشترك بينهما أصلاً قد بدأ منذ لا يقل عن ثلاث سنوات عندما تكرمت (زين) بتخصيص الرقم المجانى (9696) للوحدة بحيث تتمكن من استقبال كل البلاغات والشكاوى والاستغاثات من الشرائح المستهدفة بخدماتها. وكانت وحدة (حماية الأسرة والطفل) قد أنشئت في العام 2006 وفق ما جاء قى قانون الطفل الأول, ثم بدأت تباشر عملها فعلياً في العام 2007 بهدف التعامل مع كل الجرائم الجنسية والجسدية والعاطفية والقيام بكل الإجراءات المطلوبة في مكان واحد وبصورة ودية وصديقة مع المعتدى عليهم أو الجامحين من الأطفال، إذ تقوم الوحدة برعايتهم وعلاجهم والتخفيف من معاناتهم وتقلل المرات التي يتعرض فيها الطفل للسؤال عن الواقعة وحيثياتها من قبل أجهزة التحقيق والقضاء. وهي بذلك تقوم بتقديم خدمة تتناسب مع ظروف تلك الفئات المستضعفة. إلى جانب قيامها بتوفير كل ما يلزم من استشارات ونصائح وبواسطة معالجين نفسانيين وباحثين اجتماعيين عبر الخط الساخن (9696) الذي يتلقى الاستفسارات بالإضافة للبلاغات. { وقد تم الاتفاق الأخير بين الطرفين على أن تلتزم زين بإنشاء غرفة متكاملة للبيانات تحتوي على مخدمات وشبكة وبرمجيات لربط الوحدة المركزية بباقى الوحدات, إلى جانب توفيرها لاحتياجات طبية وأدوية وأثاتات خاصة بعيادات الطب الشرعي والعلاجي, وتبني حملة توعوية وإعلامية كبرى تحقق من خلالها أهداف وحدة حماية الأسرة والطفل. وقد أعلنت الشركة تبنيها الكامل لهذا العقد وبث رسائلها وبرامجها التوعوية, إلى جانب اجتهادها في توفير فرص تدريب ومشاركات خارجية حسب ما تراه مناسباً لعكس تجارب وخدمات الوحدة, ويرى الباشمهندس (إبراهيم أحمد الحسن) المدير الإداري أن مساهماتهم الاجتماعية تتجلى عبر هذا الاتفاق في أبهى معانيها لحماية أعمدة المجتمع الأساسية تماشياً مع محاور زين الأربعة (الصحة, التعليم, بناء القدرات, وحماية البيئة)، مشيراً إلى أنهم سيسعون للاستفادة من عضويتهم في (الاتحاد العام المناهض لصور الاستغلال الجنسي للأطفال). { أما سعادة العميد (أبو بكر عبدالرازق) مدير إدارة أمن المجتمع بالخرطوم فقد حدثنا عن تفاصيل عمل الوحدة المقدر والذي جعلنا نلتفت للدور المتعاظم الذي تقوم به، لا سيما وأن الغرفة المركزية تتلقى ما لا يقل عن 200 اتصال يومياً، معظمها مجرد استشارات, إلى جانب إشرافهم الكامل على الوقائع، بدءاً بالعلاج داخل الوحدة، سواء من الأمراض المنقولة جنسياً أو حتى الحمل غير المرغوب فيه أو الإصابات أوالصدمات العصبية. الجدير بالذكر أن (زين) قد درجت على دعم مشاريع الشرطة والمساهمة في توفير الأمن للمواطنين، إذ أنها تبنت من قبل مشروع توسعة عمل إدارة النجدة والعمليات. { ورغم أننا نتمنى أن يشفى مجتمعنا من تلك الأمراض نهائياً إلا أن ذلك لا يمنع من وقوفنا قلباً وقالباً وراء الجهد النبيل الذي تبذله (وحدة حماية الأسرة والطفل) والتي نتمنى أن تجد المزيد من دعم القطاعين الخاص والعام لعظم المهام الملقاة على عاتقها من أجل تأمين أسرة سعيدة وأطفال (زينين). { تلويح: اللهم إنا نعيذ أبناءنا بك.. ونكلهم إليك.. فقهم شرور أنفسنا وأنفسهم.. وترفق بنا من علامات الساعة.. آمين.