د. أسامة محمد خالد - استشاري الأذن والأنف والحنجرة السمع نعمة كبيرة من نعم الله على عبادة و له أهمية كبيرة في عملية النمو والتطور الفكري والعقلي عند الأطفال، وهو بالتاكيد مهم في عملية التواصل بين الناس. { كيف يسمع الإنسان: حتى يتمكن الإنسان من سماع الأصوات بصورة جيدة وتفسيرها وتحديد أماكن الصوت، فلا بد أن تكون له أذنان سليمتان من حيث التكوين التشريحي والوظيفي. يتم تجميع الصوت بواسطة صيوان الأذن ثم يمر الصوت عبر قناة الأذن الخارجية حتى يصل لطبلة الأذن، وتحدث ذبذبات في الطبلة وينتقل الصوت عبر العظيمات السمعية للأذن الوسطى (المطرقة والسندان والركاب) للأذن الداخلية، حيث توجد القوقعة وبها مستقبلات الصوت، ثم تتحول الطاقة من حركية إلى طاقة كهربائية وتنتقل عبر عصب السمع إلى المخ، حيث يتم تفسير الأصوات. { أنواع فقدان السمع: (1) - فقدان للسمع عصبي حسي: يكون الخلل عادة في الأذن الداخلية، إما في القوقعة أو في العصب السمعي، ولذلك لأسباب كثيرة: أ- أسباب خلقية: تحدث نتيجة لعدم اكتمال نمو القوقعة أو العصب السمعي، ويحدث ذلك في أثناء فترة الحمل، إذ تحدث تشوهات خلقية في القوقعة بأن تكون غير مكتملة النمو، أو قد لا تكون هناك قوقعة أو عصب سمعي بالكامل. ب - الالتهابات: قد تحدث بعض الالتهابات للأم أثناء فترة الحمل أو تحدث للطفل بعد الولادة، أو قد تحدث في مختلف المراحل العمرية وتتسب في فقدان للسمع من النوع العصبي الحسي، وأكثرها شيوعاً التهاب الغدة النكفية الفيروسي (أبو عديلات أو البف) والحصبة والتهاب السحايا. ج - الأدوية: الأعراض الجانية لبعض الأدوية قد تؤدي لفقان للسمع، مثل (الكينين) و(جنتاميسين) وبعض مدرات البول. د - الأصوات العالية: لها تأثير مباشر في مستقبلات الصوت، ويحدث ذلك في الأماكن التي بها ضجيج أو أصوات مرتفعة، مثل المصانع والمطار ومستخدمي الأسلحة النارية. ه - الإصابات: قد تؤدي الكسور في عظام الرأس إلى إصابة مباشرة للقوقعة أو العصب. و - فقدان السمع بتقدم العمر، ويحدث بنسب مختلفة، ويختلف ذلك من أسرة لأخرى. عند شعور الريض بضعف في السمع ينبغي مقابلة الطبيب لإجراء الفحص السريري أولاً ثم تجرى الفحوصات لمعرفة نوع ومستوى الضعف. { العلاج وأنواعه العلاج بالنسبة لفقدان السمع من النوع العصبي هو استخدام معينات السمع (السماعات). عملية زراعة القوقعة تجرى لعلاج فقدان السمع العصبي الحسي للذين لم يستفيدوا من استخدام السماعات، وهي تقنية عالية تمكن المريض من السمع والتواصل و التعلم. المرضى الذين يتوقع أن يستفيدوا من زراعة القوقعة هم الأطفال دون عمر الثانية أو الأطفال حتى عمر الرابعة، بشرط أن يكونوا مواظبين على استخدام السماعات ولم يستفيدوا منها بالقدر المطلوب. وأيضاً من المتوقع أن يستفيد المرضى الذين فقدوا السمع لأي سبب بعد تعلم الكلام. ونؤكد أنه ليس كل المرضى يستفيدون من عملية زراعة القوقعة، وتحتاج لفترة تأهيل طويلة وتعاون من الأسرة. { فقدان السمع التوصيلي النوع الثاني من فقدان السمع هو فقدان السمع التوصيلي، وينتج لأسباب تؤدي لعدم توصيل الصوت للأذن الداخلية، ويكون السبب في الأذن الخارجية أو الوسطي. ومن أهم اسبابه: - تراكم الشمع، و هو من أكثر الأسباب شيوعاً ويؤدي لانسداد في الأذن الخارجية. - التهاب الأذن الوسطى الرشحي، ويؤدي إلى وجود سوائل في الأذن الوسطى تمنع حركة الطبلة والعظيمات السمعية. - التهاب الأذن الوسطى المزمن، ويؤدي إلى ثقب في طبلة الأذن أو تآكل في العظيمات السمعية. - تيبس عظمة الركاب، وهذا النوع يتميز بإمكانية العلاج دون استعمال السماعات، كإزالة الشمع أو عمل ترقيع في طبلة الأذن أو ترميم لعظيمات الأذن أو سحب السوائل من الأذن الوسطى أو استبدال عظمة الركاب. ونود التنبية لأهمية الكشف المبكر لفقدان السمع عند الأطفال، وهو كشف ممكن أن يجرى منذ اليوم الأول للولادة ولا يستغرق أكثر من سبع دقائق ويتيح إمكانية العلاج منذ وقت مبكر في حالة اكتشاف فقدان السمع.