أتاح لنا انضمام نادى الرابطة كوستي لقائمة أندية الدوري الممتاز الذي هو دوري الأضواء، كما يقولون، فرصة طيبة للحيث أو الكتابة عن واقعنا الكروي وعن المسابقة نفسها؛ أي مسابقة الدوري الممتاز، ونسجل في البداية اقتناعنا بها وبضرورة استمرارها وفي نفس الوقت ننبه إلى أنها مسابقة لا يتوافر فيها الحد الأدنى من التكافؤ، خاصة من الناحية المالية. فإمكانات الهلال والمريخ المالية والنفسية، وهذه نقطة سوف أعود لها لاحقاً، لا يمكن أبداً أن تقارن مع إمكانات أي من أندية الدوري الممتاز. واتساع مساحة البلد حتى بعد انفصال الجنوب تجعل السفر مثلاً من نيالا إلى كوستي أو من كادوقلي إلى بورتسودان مكلفاً لا تقوى عليه إمكانات الأندية الأخرى باستثناء الهلال والمريخ، ورغم ذلك فإننا نرى أنه من الممكن تذليل كل العقبات التي تعطل تسخير مسابقة الدوري الممتاز لخدمة أهداف الكرة السودانية التي تشمل التواجد الدائم في كبريات المسابقات العالمية والقارية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية. ثم نعود للرابطة البطلة التي بعد تأهلها للدوري الممتاز عصر الخميس الماضي باستاد كوستي جعلتني من فرحتي تهت مع الفرحة ومن فرحتي (لا بانام ولا باصحى)، كما جاء بحنجرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم في أغنية مرت الأيام جعلتنى أسأل نفسي ما الذي يمكن أن أفعله وما الذي يجب أن أفعله. وثم ملاحظة مهمة هي أن الإعلام الرياضي يتحدث ويكتب عن الرابطة كوستي وليس عن رابطة كوستي التى هي على غرار نيل الحصاحيصا وهلال كادوقلي ومريخ نيالا وهذا يعني أن الرابطة كوستي هى الآن أهم تيم يحمل هذا الاسم في كل السودان مع التسليم بوجود أندية حملت هذا الاسم قبلها. ولقد أسعدني أن مواطنى كوستي ومواطناتها جمدوا عصر الخميس الماضي انتماءاتهم الكروية الخاصة ووقفوا مع الرابطة البطلة لأنها تمثل مدينتهم الجميلة الباسلة وكان فرح اللواء الطيب محمد أحمد وزير التخطيط العمراني بالنيل الأبيض مثلاً بانضمام الرابطة إلى قائمة الكبار صادقاً وكبيراً وكأن الذي حقق هذا الإنجاز هو مريخ كوستي أو الشعلة، أما الذي قصدناه بإمكانات الهلال والمريخ النفسية التى تجرد مسابقة الدوري الممتاز من التكافؤ الذي يجب توافره بين الأندية فهو أن بعضها يحمل اسم الهلال والمريخ بالإضافة إلى صاحبي الاسم الأصليين ومن حسن الحظ أن أول ناد تقدمه كوستي لهذه المسابقة يحمل اسماً مختلفاً.