وصف رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي قرار الحكومة بوقف نقل بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية بالحماقة الكبرى، وحذر الحكومة مما سماه (الحل بالسنون) بدلا عن (الحل باليد) عبر الأجندة الوطنية التي يتبناها حزبه ووصف حديث من ينادون بانفصال دارفور بأنه (كلام فارغ) لجهة أنه لا سودان بدون دارفور مشددا على دور الإدارة الأهلية في حل أزمة الإقليم بحيادية تامة ودون أدنى تبعية للحزب الحاكم. وقال المهدي في خطاب جماهيري بمدينة الضعين بولاية جنوب دارفور أمس (الخميس) إن حوارهم مع المؤتمر الوطني مستمر للانتقال من دولة الحزب إلى دولة الوطن عبر حزب السودان وليس للمشاركة كضيوف وأن المشاركة يجب أن تكون على أساس حل المشاكل بوصفهم أصحاب حق وليس للوجاهة لجهة أن الشعب يريد نظاما جديدا، محذرا الوطني من أن الربيع العربي سيعم كل بلاد المنطقة أسوة بما حدث أثناء مناهضة الاستعمار وحثها على اجتناب الحلول الخشنة وزاد: إذا لم تستجب الحكومة (للحلول باليد بتجي الحلول بالسنون). ورهن المهدي حل أزمات البلاد بحل أزمة دارفور والاستجابة لمطالب أهلها التي وصفها بالمشروعة منوها إلى ضرورة التوفيق بين الاستقرار والعدالة والتعامل الواقعي مع المحكمة الجنائية وأردف: (بقرة بي عشرة جنيه في السوق ماف وحردان السوق ماف زول برضي)، داعيا إلى انسياب التجارة بحرية كاملة وتسهيل إنتاج بترول الجنوب وليس عرقلته لأنه يماثل ما سماه البترول الأحمر في إشارة إلى ماشية القبائل الرعوية التي تقصد أراضي الجنوب للمرعى وتأجيل الحساب لوقت لاحق باعتبار أن (الحساب ولد) معتبرا أي قرار انفرادي يسيء للجميع. وطالب المهدي أهل دارفور بوقف النزاع القبلي بالتعايش السلمي في ما بينهم واستحسن وجود إدارة أهلية قوية تتمتع بصلاحيات مستمدة من رضا الناس لا أن تكون مجرد تابع للحزب الحاكم. بينما ثمن والي جنوب دارفور عبد الحميد كاشا الذي كان بجانب عدد من وزرائه وقيادات القوى السياسية وناظر عموم الرزيقات سعيد مادبو في استقبال المهدي في مطار (الضعين) ثمن زيارة المهدي وعدها دليلا على الاحتكام للديمقراطية وقبول الرأي الآخر.