حينما يضيق بنا الصمت ويرفضنا كملتزمين تجاهه بحسن آداب الاستماع، نستفرغ كافة الكلام بلا ترتيب وبلا حسن آداب الحديث أو إنشاء تضيف نكهات البهارات لذيذة الطعم على الآذان واللسان، نتكلم لأنه وببساطة السكوت عن الحق جريمة بكافة الأحوال.. عبر هذه الرسالة التي اضطررت إلى تقسيمها على مرتين ليس لقدرة بهاراتها الحارة على الحرقة! واضطررت إلى تعديل وحذف بعض المقاطع ليس لخوف إنما وفي الحالتين لأن مساحتي لا تحتملها كلها، هذا هو قوله؛ المواطن (مجدي إدريس موسى الحسن) الذي قاله حينما ضاق به صمته كما يلي: (طالعنا في بعض الصحف الأيام الماضية وبشكل يومي، إعلانا مدفوع القيمة صادرا من (وزارة التخطيط العمراني ولاية الخرطوم) بأنها واستشعاراً منها لما يعانيه مواطنو ولاية الخرطوم في تخليص معاملاتهم لدى مصلحة الأراضي وتخفيفاً عن كاهلهم فقد قرر معالي الوزير، بأن تخفض الرسوم والمعاملات إلى نسب مئوية مقدرة ومن يدفع فورا يستفيد من خصم إضافي بنسبة مئوية أيضا مقدرة، وذلك حتى يوم 31/12/2011 ويبدو أن الوزير الهمام وصلته تقارير مؤكدة وموثقة ودامغة بأن سكان ولاية الخرطوم سوف تنتهي معاناتهم وسوف يتحمل كاهلهم الأثقال والمكوس الجسام بعد هذا التاريخ. نحن لا نريد منك صدقة تتصدق بها علينا إلى حين، فالأصل أنك بمجرد أنك تحملت أعباء هذا المنصب أن تخفف هذه المكوس القاسية جدا التي تفرضها مصلحة الأراضي على عباد الله إلى أدنى الدرجات. ولكنك خففتها إلى حين وسوف ترجع مكوسكم إلى ما كانت عليه والاسم الشرعي لها هو المكوس وأنتم تدلعونها برسوم وجبايات كما الخمر تسمى مشروبات روحية والربا يسمى سعر الفائدة ولكنها تظل مكوسا بكل ما تحمله الكلمة من قبح وتضييق على المسلمين بأخذ أموالهم دون رضاهم تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ولا يسندها شرع ولا عرف، فرق سعر، تجديد حكر، فرق تحسين، وعقود إذعانية بحتة حيث يكون فيها طرف واحد والطرف الثاني وهو مالك قطعة عليه أن يبصم ويوقع على ما تريدون وترغبون وكل هذه المعاملات نهى الإسلام عنها وأتعجب حق التعجب أن تحدث مثل هذه المعاملات في دولة التوجه الحضاري من أناس نحسب أنهم يبتغون وجه الله ويرفعون أصبعهم بمناسبة وبدون مناسبة (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه) وتحت هذه المسميات تؤخذ من الناس أموال طائلة، لا يستطيع أحد أن يتحملها إلا أثرياء الغفلة الذين ظهروا كالنبت الشيطاني وكانوا من قبل لا يملكون من قطمير وأصبحوا الآن يتملكون بالقناطير فمن الذي أعطاهم؟ أم أنهم استفادوا من قوانين وتشريعات فصلت قميص عامر لتخدم فئة دون فئة ولترفع أناسا دون أناس مبارزين الله في أخص خصائصه وهما المنع والإعطاء وهؤلاء يسيرون على خطى قارون الذى بين لنا القرآن الكريم ما قاله (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)... نتابع...