(أخي الوزير وأنت تتسلم هذه المهمة من أناس سبقوك لم يراعوا حال شعب هذه الولاية (...) فالخرطوم هي بلدنا جدّاً عن جد عن جد، من جريفاتها وديم (ود أم مريوم) الذي صار (ديم أبوسعد) و(توتي) ولن نتركها بإذن الله ليعيش فيها المترفون والمنعمون الذين يكنزون الذهب والفضة والذين أتوا على غفلة من الزمان وسوف تظل كلمة الله (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) هي السائدة. والإشاعات تملأ المدينة بأنه سوف يكون هناك تضييق على سكان الولاية بهذه المكوس المتنامية وأنه بعد انتهاء يوم 31/11/2011 سوف تكون هناك زيادات قاسية (...). يا سيدي، كل ما نرجوه إن لم تكن هذه الإشاعة حقيقة أن تيّسر ولا تعسر، ويجب أن لا تكون هذه التخفيضات مربوطة بقيد زمني محدد لأنك تعلم قبل غيرك يا سعادة الوزير ما يعانيه الشعب السوداني عامة من ضنك وفاقة إذ أصبحت الأموال دولة بين الأغنياء ولا سبيل لها لتصل إلى الفقراء وحتى ديوان الزكاة يهتم ببند واحد وهو العاملين عليها. لقد أصبح الشعب السوداني يخدم وينتج وفي النهاية تؤخذ منه أمواله في شكل مكوس من محليات وضرائب لتدفع مخصصات للسادة الناس الفوق ولتدريس أبنائهم في أرقى المدارس الأجنبية ولعلاجهم في أفضل المشافي ولتركب زوجاتهم أغلى السيارات مع وجود سائق يدفع راتبه من أموال الشعب. ويشهد الله أني أريدكم أن تصلحوا الحال وتكون الدولة هي التي ترعى المواطن وليس العكس وأخشى ما أخشاه في ظل تنامي المكوس واحتقار المحليات للمواطنين أن يخرج الناس مطالبين بتغيير النظام وهذا السيناريو لا أريده ولا أتمناه لأنه لم يوجد حلاً حتى الآن في أي مكان. فالحل في يدكم أنتم أيها القائمون على أمر الرعية فاتقوا الله.. اتقوا الله.. اتقوا الله فهذا أقرب لأن تظلوا حاكمين لدهور قادمة وهو أفضل من الدعاء عليكم ويقيني بالله بأنه يجيب دعوة المضطر إذا دعاه دعك من أناس يصلون ويصومون ويسعون لطاعة الله وما أكثرهم في بلادي... المواطن (مجدي إدريس موسى الحسن) تعقيب: ماذا يمكن أن أضيف كتعليق على فحوى رسالة جاءت مرتبة في فكرتها ولغتها وحتى غبنها رغم ضجتها الإنسانية وكمية الحزن الذي فيها؟ ربما لا توجد هناك إضافة لكن الضرورة الحتمية تجعلني أثرثر بمثل هذه الأشياء لمحاولة الحصول على حق القول مثله في زمن أنت مصنّف إما مع، أو أنت الخيانة في ذات فعلها..! عموماً ذاك قوله وقول كثيرين ممن يرتادون المصالح الحكومية، وتلك صدقة يتبرع بها الناس للحكومة الجديدة فهل تقبلها بطيب خاطر؟