الاثنين 27 ديسمبر 2010م ….. تقابلت مع أحد الأصدقاء وكانت له ملاحظة على طريقتي التي أتعامل بها مع إدارة السجون!!!!!!!، علق الصديق قائلاً: يا (مني)، ما تتعاملي مع الناس ديل بالطريقة الخشنة دي، وتتشددي معاهم!!!!!!!، وأضاف، أخديهم براحة، وشوية شوية!!!!!!!، حاولي الليّن والمعاملة الحسنة!!!. وأكد قائلاً: أنا لو كنت في محلك، معاملتي كانت حتختلف جداً وحأكون أكثر مرونة وتساهل، يعني ممكن أحنسهم شوية!!!!!!!. حاولت أن أستبين من كلامه ما عجزت عن فهمه، وقلت له، أحنسهم وأتساهل، كيف يعني؟؟؟؟؟؟. قال لي، مثلاُ، إذا قالوا ليك، امشي ما عندك زيارة من البوابة الشمالية!!!!!، تقولي ليهوا، يعني لو سمحت، أنا عارفة كلامك صاح، لكن بس……..!!!!!، وأضاف، وتتكلمي بنفس بارد جداً، وتصبري على أي كلام يقولوا، وما تنطي ليهوا في حلقوا!!!!!، هو براهو حيقوليك، أرجعي تعالي الزيارة!!!!!!. وتحيرت حيرة شديدة فيما قاله الصديق!!!!!!، فكيف يمكنني أن أستجدي الموظفين، وأطلب منهم أن يترفقوا بي، ويتكرموا ويتعطفوا عليّ، لأتمكن من زيارة زوجي!!!!!!. لم أعرف، أو أفهم أين الخطأ في تعاملي!!!!!!، فالإدارة تمنعني من الزيارة، بحجة أنني أحمل بطاقة محاماة، والقانون واضح في هذا الشأن، ولم يمنع أو يحظر زيارة الزوجة لزوجها السجين، لأي سبب من الأسباب، فهي مطلقة بنص القانون ولم تقيده أي لوائح أو غيره!!!!!!!. وتساءلت في نفسي، في أنه، لماذا لا تتفهم الإدارة القوانين واللوائح التي يطبقونها؟؟؟؟؟ ولماذا يصرون أن يتعاملوا بفهمهم الشخصي، ليخلقوا قوانين جديدة؟؟؟؟؟؟ ولماذا يكون مطلوب مني أن أستجدي الموظفين وأتساهل معهم، حين ينكرون القوانين ولا يطبقونها؟؟؟؟ ولماذا، أكون مضطرة، لأن أذكرهم، بحقوقي من الأصل؟؟؟؟ ألم تنص القوانين بوضوح شديد على زيارة الأسرة؟؟؟؟ ولماذا تنكر عليّ حقوقي في الزيارة؟؟؟؟ ولماذا……..؟؟؟؟؟ ولماذا……….؟؟؟؟؟. وفكرت في أن الصورة معكوسة ومقلوبة، وأن المفروض أن تُعلمني إدارة السجن بحقوقي وتشرحها لي!!!!!!، وتطالبني أن اتمسك بها وتحثني علي ذلك!!!!!!. ولكن يبدو أن الموازين انقلبت رأساً على عقب، وصرت أنا التي تستجدي إدارة السجن لتنتزع عطفهم وتسامحهم ليتكرموا لي بالزيارة!!!!!!!، والأسوأ من ذلك، إذا كنت مستنيرة وأعرف حقوقي جيداً، كما يجب وينبغي!!!!!!، فهذه طامة كبري!!!!!، وإذا بحثت عن حقوقي وطالبت بها!!!!!، فهذه معناه تعدي وتغول على سلطة المسئولين!!!!!!!!، وقد يذهب الأمر إلى اعتراض الموظف العام اثناء قيامه بوظيفته، وهذه جريمة بنص قانون العقوبات السوداني، 1991م، تصل عقوبتها إلى ستة شهور سجن!!!!!!!، ولا أحد يمكن أن ينقذك، إذا دخلت في جدل في موظف عام!!!!!!، فسوف يلجأ إلى استعمال سلطته ويبرزها كسلاح في وجهك!!!!!، ناهيك عن أن يكون من القوات النظامية!!!!!!، فهنا قد يتضاعف الجرم، بحكم العادة!!!!!!!!. وللأسف لا أحد يمكنه أن يتجرأ ليتحداهم أو يناقشهم!!!!!، فالكل يذعن، إذعاناً تاماً ويرضخ لما يقولونه!!!!!!!، فهم لهم الحق أن يحرموك من ممارسة حقوقك!!!!!!!، ولهم الحق أن ينكروها عليك!!!!!!، والمطلوب منك، أن تتعامل معهم معاملة لينة، وأنت تكون رهن السمع والطاعة!!!!!!!، بغض النظر عن صحة أو عدم صحة ما يقولونه!!!!!!!!. فكرت فيما قاله الصديق، ووجدت له العذر، لأن هذا أصبح بمثابة العرف الفاسد الذي طوّق على أعناقنا، وجثم فوق صدورنا ككابوس يصعب الفرار منه!!!!!!!. لم أعرف ماذا أقول أو أفعل، إذ أنني أصبحت في نظر الكثيرين، لا أجيد التعامل مع هؤلاء!!!!!!!، وأعتقد أن هذا صحيح، فكثيراً ما يضيق صدري عن ذلك، وأجده غير محتمل!!!!!!!!. وكثيراً، ما تعجبت حين وجدت كثيرين، يصبرون ويصبرون، وأخرة المطاف، ينصرفون في صمت!!!!!!. وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!.