ما بين قندهار السودان وقندهار أفغانستان.. (كبدة وشية ضان). لذا إذا رغبت يوماً في شية الضأن على أصولها السودانية، فاذهب إلى سوق قندهار غرب أم درمان، هكذا يقول زبائن السوق. عند دخولك للسوق ستزاحمك رائحة الشواء الطيبة ودعوات النساء اللائي يقمن بالشواء، كل واحدة منهن تدعوك بابتسامة لتناول الشية أو كبدة الإبل بمحلها. المدهش أن النساء هن من يقمن بالشواء ببساطة تدخل في نفسك الراحة وتنسيك تعب الطريق. كان رئيس نقابة الأطباء البيطريين المصريين من بين المنتظرين للشواء بسوق قندهار، فالتقته «الأهرام اليوم»، حيث ذكر الدكتور أحمد أحمد فرحان بأن سبب حضوره لقندهار من أجل تغيير جو الفنادق. وذكر بأن مصر لا يوجد بها مثل هذا السوق. وقال إن سوق قندهار جميل ومنظم وأن سكان المدن في شوق لمثل هذا السوق الذي يذكرني بحياة العرب في بساطته، وأردف أن هذا السوق يحمل ملامح بدوية أصيلة في طريقة شواء (اللحمة) بالجمر. وأضاف بأن خلط الزبادي بمشروب (السفن أب) شيء جميل ويسهل عملية الهضم، كما أشاد بطيبة الشعب السوداني. وفي ذات السياق التقينا بصاحب جزارة بسوق قندهار عمنا أبو عيسى الذي ذكر لنا بأن السوق أُسس مع الغزو الأمريكي لأفغانستان فلذا سُمِّي بهذا الاسم على جبل قندهار التي كانت تتحصن بها القاعدة. وفي ختام جولتنا كانت لنا وقفة مع صاحبة الشواء عائشة (الكردفانية) التي تحدثت لنا عن حركة السوق وأشهر الزبائن، فبدأت حديثها عن ضعف السوق في هذه الأيام وقالت السبب هجرة المواطنين لمناطق الذهب وغلاء اللحوم، وذكرت بأن أفضل يومين هما الجمعة والسبت وذكرت بأن السكان يرغبون في لحمة الضأن وسكان الأقاليم يرغبون لحمة الإبل. وعن أجر العاملين معها قالت: المرأة التي تقوم بالشواء أجرها 100جنيه في اليوم والعامل 30جنيهاً. وعن أشهر الزبائن قالت هم: المعز محجوب، سيف مساوي، هيثم طمبل، حمودة بشير، جمال فرفور، أبو كلابيش وأسرة مبارك الكودة. وذكرت لنا بأن الشواية في السابق دخلها 700جنيه والآن ما بين 200-300جنيه، وأخبرتنا بأن السوق في البداية كان عبارة عن رواكيب والآن أصبح مباني زنك.