يطلق مصطلح حزب الحركة الوطنية على الحزب أو الجماعة أو التنظيم صاحب الإسهام الأكبر في عملية الكفاح ضد الاستعمار وأحياناً يكون هذا الكفاح سلمياً وأحياناً يكون مسلحاً وقد أطلق هذا المصطلح، أي حزب الحركة الوطنية، على أحزاب كثيرة شهيرة، منها حزب المؤتمر الهندي وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بجنوب أفريقيا وعلى الحركة الاتحادية في السودان التي تألفت من مجموعة من الأحزاب الاتحادية التي اندمجت عام 1953م في حزب واحد هو الحزب الوطني الاتحادي، ومنها أيضاً حزب الوفد المصري، رغم أنه وافق في فبراير 1942م على تشكيل الحكومة برئاسة زعيمه مصطفى النحاس بعد إنذار وجهه المندوب السامي البريطاني للملك فاروق. وليس معنى أن يطلق مصطلح حزب الحركة الوطنية على حزب معين أن الأحزاب الأخرى ليست وطنية لكنه، أي الحزب الذى حمل اللقب الجليل، هو الأكثر إسهاماً في عملية الكفاح ضد الاستعمار. إن ثوار 1924 مثلاً علي عبداللطيف وعبيد حاج الأمين وزملاءهما في جمعية اللواء الأبيض كانوا هم حزب الحركة الوطنية في ذلك الوقت من عشرينات القرن الماضي، فقد كانوا الأعلى صوتاً والأكثر بذلاً وجسارة في مناهضة الاستعمار البريطاني. وكانوا يعرفون أن الشعب المصري رغم علمه المرفوع إلى جانب العلم البريطاني في السودان كان مثلهم خاضعاً للاحتلال البريطاني وكانوا يرون أن الكفاح المشترك والاتحاد بين شعبي وادي النيل هو الأسلوب الأمثل لإزالة الاستعمار البريطاني. وقبل نشأة الأحزاب الاتحادية في النصف الأول من أربعينات القرن العشرين التي حملت اسم الحركة الوطنية تأسس مؤتمر الخريجين عام 1938م ولم يكن كل الخريجين اتحاديين وإنما كان هناك استقلاليون، أي راغبون في الاستقلال، ساعون إليه وكان منهم مثلا السيد إبراهيم أحمد الذي كان أول رئيس لهذا المؤتمر وقد أصبح وزيراً للمالية في حكومة عبدالله خليل التي شكلت عام 1956م. وكان الأنصار في الربع الأخير من القرن التاسع عشر هم حزب الحركة الوطنية فقد ثاروا ضد الاستعمار بالكفاح المسلح وحاربوا وتألقوا ودخلوا الخرطوم منتصرين مكبرين مهللين في 26 يناير 1885م ورفعوا العلم وأقاموا الدولة المستقلة. وبعد الاستقلال، أي استقلال، لا يعود لمصطلح حزب الحركة الوطنية رونقه القديم، فقد تحرر الوطن وصار من المفترض أن كل الأحزاب الموجودة أحزاب وطنية. وقد تباينت أقدار ومصائر الأحزاب التي حملت أيام الكفاح ضد الاستعمار لقب حزب الحركة الوطنية، فبينما لا يزال حزب المؤتمر الهندي وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي يسجلان حضوراً قوياً في الساحة السياسية في بلديهما نجد أن حزب الوفد المصري أصبح باهت الحضور. ونجد أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي كانت مكوناته هي حزب الحركة الوطنية في السودان أيام الكفاح ضد الاستعمار انشق إلى عدة أحزاب وأصبحت كتلته الأكبر التي تحمل اسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هي الشريك الأصغر في الحكومة الحالية التى يقودها الرئيس البشير وكان هو الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية التي سقطت في يونيو 1989م وقبل ذلك كانت له أيام وأيام فقد كان، أي الحزب الاتحادي، هو الشريك الأكبر في الحكومة الائتلافية التي سقطت في مايو 69، وفي النصف الأول من الخمسينات كان هو الحزب الذي شكل الحكومة منفرداً مع اشتراك رمزي ثانوي جنوبي.