قال رئيس حزب الأمة القومي؛ الصادق المهدي، إن الطلب الذي تلقاه من قيادة المؤتمر الشعبي لتنفيذ انقلاب عسكري يعود للعام 1988 عندما كانت قيادة الشعبي هي قيادة الجبهة الإسلامية القومية وأنه تلقاه شفاهة عبر الراحل أحمد سليمان المحامي، وأكد أن الطلب لا يمت بصلة للظروف الحالية، وذكر المهدي في بيان صادر عن مكتبه أنه أعلن تلك الوقائع عدة مرات قبل وفاة أحمد سليمان وأنه في الخطاب الذي ألقاه أمس الأول لجماهير حزبه أكد فيه على بطلان اتهام السلطات للشعبي مستبعداً أن تكون له صلة بتدبير انقلاب. وقبل ساعات من إرسال مكتب المهدي للبيان، وصف الأمين العام للمؤتمر الشعبي؛ د. حسن الترابي، حديث المهدي ب«الكذب» في ما يتصل بالانقلاب ووصف اتهام السلطات له بأنه (فرية)، بينما وزعت أمانة الإعلام بالشعبي على الوسائط الإعلامية مساء أمس (السبت) نسخة من الورقة السياسية التي كان قد اتهمت السلطات بسرقتها والتي تنص على عدم اعتماد الحزب لخيار الانقلاب العسكري للإطاحة بالنظام مع تغليب خيار الثورة الشعبية شريطة أن تكون منظمة وقوية ومتماسكة للحيلولة دون تحولها إلى فوضى. وقال الترابي عقب اجتماع مع عدد من أمناء الحزب لمناقشة اتهامات المهدي لحزبه «إن الأخير يسعى لتثبيت تهمة الانقلاب عليهم»، وتابع: (في زول عايز يعمل انقلاب بشاور زول تاني بمشي بعملوا طوالي)، منوهاً إلى أنه بعد اعتقاله من قبل نظام جعفر نميري نشر المهدي ورقة شملت عدة تهم زائفة لتعضيد الاتهامات الموجهة إليه لافتاً إلى أن السلطات مارست الترغيب والترهيب للأحزاب وتسعى لكسر القوية منها واحتواء الرخوة وزاد: (هناك أحزاب دخلت الحكومة دخلة صغيرة وأخرى دخلت دخلة كبيرة). وجدد الترابي رفض حزبه لأي انقلاب عسكري ناهيك عن تنفيذه لجهة أن العسكر دائماً ما يفسدون وينقبلون على من أتى بهم مستشهداً بضرب الفريق عبود لأنصار حزب الأمة في ميدان المولد وضرب نميري للشيوعيين بجانب تجربة الإسلاميين الحالية. وفي سياق آخر حث الترابي الذي كان يتحدث إلى نساء حزبه خلال المؤتمر العام الثاني للمرأة بولاية الخرطوم أمس (السبت)، على الانتفاض، وأبدى رغبته في أن تتقلد امرأة منصب الأمين العام ودعاهن للتمهيد لذلك بالظفر بمنصب الأمين العام بولاية الخرطوم في المؤتمر العام المقبل، مؤكداً حرصه على تحرير المرأة وفقاً لأصول الدين الإسلامي الصحيحة وليس على طريقة الغرب، مستهجناً بعض الفتاوى الدينية التي تحط من قدر المرأة والتفسير الخاطئ لبعض النصوص مثل القول إنها خلقت من ضلع أعوج وعده (كلام فارغ).