{ كلما طالعتُ تقريراً أو تحقيقاً عن (الفساد) في صحفنا اليومية، يسلِّط الضوء على (حالة) محددة، انتابني شعور بالضيق والحسرة، ليس بسبب فداحة حجم الفساد، وظلامية المشهد، ولكن ليقيني أن الصحيفة، رئيس تحريرها، أو محررها، يعرض (خارج الحلبة)، أو (شايف الفيل).. وبطعن في (ضلُّو)..!! أو (عامل فيها رايح)..!! وكلها نتائج كارثية تساعد على المزيد من الفساد. { هل تذكرون أن (الإنقاذ) منذ أن اندلعت ثورتها في يونيو 1989، قدَّمت (محافظاً) واحداً.. مسكيناً، للمحاكمة، بسبب اختلاس بضعة آلاف من الجنيهات في ولاية طرفية..!! راح ذلك (المحافظ) الضحية (في الرجلين).. قبل نحو عشرين عاماً من زمان المكتنزين بالمليارات.. والعقارات.. والشركات..!! { والآن.. يبحث الباحثون (في الأطراف)، والهامش، عن (محافظ) آخر.. (مستشار) صغير، أو موظف (مدير).. من أصحاب الأوزان الخفيفة، ليكونوا (كبش فداء) لحملة القضاء على الفساد!! { وهل محاربة الفساد تحتاج إلى (آليَّة) تابعة لرئاسة الجمهورية يرأسها وكيل وزارة المالية السابق القريب من الرئاسة..؟! لماذا لا تحيلوا تقارير المراجع العام إلى لجنة قضائية يرأسها قاض بالمحكمة العليا إن كنتم جادين؟! { عندما يتحدث تقرير المراجع العام عن (تجنيب) الأموال في حسابات لا تخضع لرقابة وزارة المالية، هل مثل هذا الأمر يحتاج إلى قرار من (آليَّة) لمحاربة الفساد؟! { وعندما يتحدث تقرير المراجع العام عن مؤسسات حكومية، سيادية أو غير سيادية، ترفض الخضوع للمراجعة بواسطة (أتيام) ديوان المراجع العام، ومؤسسات أخرى تتأخر و(تتمحرك) في تقديم حساباتها للديوان.. هل مثل هذه القضايا تحتاج إلى (آليَّة) تابعة لرئاسة الجمهورية؟! ولمَن يتبع ديوان المراجع العام إذن؟! { النهبُ أصبح (مُصلَّحاً)، وليس (مسلَّحاً)، تماماً كما قال السيد رئيس الجمهورية، ولهذا فإنَّ غض الطرف عن (الكبار)، والبحث عن فساد صغار الموظفين، والمستشارين (الولائيين)، ومديري الشركات الحكومية، بينما نترك (الأفيال) تبرطع، وتستبيح المال العام، عبر (الكومِّيشنات) العابرة للقارات، ومشروعات المقاولات الضخمة للبناء والتشييد التي تنالها - دون وجه حق - شركات (وهميَّة)، تمنحها لشركات (حقيقية) على نظام التعاقدات (من الباطن)، إنَّما هو ضحك على (الدقون)، وذرٌّ للرماد فوق العيون، وصرف للأنظار عن العمليات الكبيرة (المصلَّحة)!! { يا اخي، خليك من ده كلُّو.. كم (مليون دولار) شالوها (لعيبة كورة).. وهربُوا..؟! { حليلك بتسرق (سفنجة) و(ملاية).. وغيرك بيسرق (خروف السماية).. وغيرك بيسرق - تصدِّق (ولاية)؟! { فساد (بالفاء)؟!!