أنا أشتاقك يا رجلا ترتجف على ذكره أطراف السمع وتلتئم جروح العشاق على شاكلته!! اشتاقك يا مطاراً تحط على ظهره آلاف الطيور المهاجرة وترتاح قبائل المسافرين على متنه. ألم تقل لي إنني أسكن قلبك وأحرك نبضك على كيفي؟! أولم تجعل لي من شرايينك ستراً ومن أوردتك دثاراً؟! ألم تفصل لي هنداماً جميلاً من حديثك المعسول؟! لماذا إذن تسافر دائماً في رحاب الصمت الموحش؟! ولماذا تغادر مساحاتي كلما التقينا هكذا ويظل الوعد قائما سفن تجيء وأخرى تغادر، وأنا أفتش عنك في أبواق القطارات وفي مناجم الذهب!! أفتش عنك بين زحام الطرق وفي هدوء الليل المخيف!! تعال وربت على كتفي، أهلكتني الأيام منذ رحيلك، وأنا أتوق للقيا بين ضيق الفراق واتساع الحنين، أدخل وجهي بين أفواه المسافات لأخرج منها بوعد قدوم لك لا يعلمه القدر. أسائل عنك اتزان الكون، وعناصر الطبيعة التي تلون الفراغ. مهلاً: على ذكر عناصر الطبيعة، لماذا لم تكن موجوداً مثلها، أنا لا أدعو عليها بالانقراض ولكن وجودها يؤلبني على كل لحظة افتراق أرهقت ذهني!! أنا لا أعاند طبيعة الكون، فإيماني بالله قاطع، ويقيني من تنظيم الكون بقدرة الخالق لا يقل عن إيماني بوجوده، ولكني أتمناك بقربي دوماً!! يروضي الحنين كفرس جموح، يدغدغني الشوق مثل زهرة يافعة قبّل الطل معصمها فاستحت وتوالت عليها أفواه الفراش. يغادرني البوح في خجل مثل حمى المساء التي قد تزور على عجل وتمضي في سبيلها لمن لم يدعها على مائدة المرض!! وأنا أترنح بين الشوق والشوق امتداد الأرض يشعرني بالغثيان تارة لاحتمال أن نكون كل على ناحية، ويمدني بالطمأنينة مرة أخرى لأن وطناً ما يضمنا معاً، وتراب أرض ما يقبل قدمينا صباح كل دفق من الإحساس. النيل الذي منه ترتوي واحد لا ثاني له، وشاكلة الأطعمة نفسها التي نقتات منها، الليل يقبل جبينك لينثر عليّ امتلاء الفرح، والصباحات تستأذنك للولوج إلى عالمي فهلم إليّ.. أشتاقك ملء القافية حنيناً وروعة وألتاع ملء الكون للقياك. ثمة إعلان عن انفجار لم ترصد له أجهزة الرصد شيئاً، فهلا قدمت قبل أن يردك إعلان انفجار أنثى تدعى نضال. خلف نافذة مغلقة: ما كان ده شوق.. الصحى فيني الخاطر النعسان واتحدى الشروق.. اللولى بت الغيمة لولاي البروق.. والخلا دم شرياني يتأكسد ويروق..