مؤكد أن الإسرائيليين من أكثر الشعوب اهتماما بالانتخابات الرئاسية المصرية المزمع إجراؤها الشهر القادم، والأسباب كثيرة ومنها أن مصر هي الدولة العربية التي حملت العبء الأكبر في الحروب العربية الإسرائيلية في سنوات 48 و56 و67 و1973م ثم إنها هي الدولة العربية الأولى التي وقعت مع إسرائيل معاهدة سلام في عام 1979م تم بموجبها اعتراف مصر بإسرائيل وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها وإنهاء حالة الحرب. وبعد سقوط الرئيس مبارك في فبراير 2011م فقدت إسرائيل أهم حلفائها في المنطقة وأصبح الشك في تمسك مصر بمعاهدة السلام يساور الإسرائيليين والأمريكيين أيضا. ولذلك ولأسباب أخرى فإنهم يتابعون الموقف في مصر بدقة بالغة وينظرون لما سوف تفضي إليه الانتخابات الرئاسية القادمة بحذر وتوجس رغم التطمينات التي تصل إليهم بين وقت وآخر من هذا المرشح أو ذاك. وقال الصحفي الإسرائيلي زفي باريل: إنه لأول مرة خلال ستين عاما يكتنف عدم اليقين الانتخابات المصرية. إن الملصقات الآن في كل مكان في القاهرة والمدن الكبرى وهناك أكثر من مرشح للرئاسة وفي كل أسبوع تبدو فرص أحد المرشحين في الفوز أكثر من فرص غيره. وفي الأيام الأولى لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك كان يبدو أن الدكتور البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو الذي سوف يخلف الرئيس مبارك ثم جاء الدور على الأمين السابق للجامعة العربية عمرو موسى ثم جاء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات في عهد مبارك وقد شاب التردد مسيرته الانتخابية إلى أن حسم موقفه الأسبوع الماضي عندما قال إنه لن يترشح لعجزه عن التغلب على الصعاب التي تواجهه، وتتعلق هذه الصعاب بحقيقة أنه كان أحد أركان نظام الرئيس مبارك. وقال عمرو موسى إن الجيش هو الذي يرغب في ترشيح عمر سليمان للتصدي لمرشح الإخوان المسلمين خيرت الشاطر. أما معارضو عمرو موسى فقد قالوا إن الذي عينه وزيرا للخارجية هو الرئيس حسني مبارك الذي كان أيضا وراء اختياره أمينا عاما للجامعة العربية، لكن موسى يقدم نفسه ليبراليا مستقلا لا يؤيده الجيش ويعارض الإخوان المسلمين. وقال زفي باريل: إن السلفيين يرفضون مرشح الإخوان المسلمين خيرت الشاطر أما مرشحهم حازم صلاح أبو إسماعيل فينادي بالتطبيق الحازم للشريعة الإسلامية وحظر السياحة المتبرجة ومنع الخمر. ويشكل أبو إسماعيل خطرا على مرشح الإخوان خيرت الشاطر، ولكن فجأة ظهر على أحد المواقع الإلكترونية أن والدة الشيخ حازم أمريكية وينص الدستور المصري على أن يكون الرئيس من أبوين مصريين بينما تحمل والدة الشيخ حازم جوازا أمريكيا، والمشكلة الآن أمام القضاء. وإلى جانب هذه المشكلة التي قد تحرم مرشح السلفيين من خوض انتخابات الرئاسة هناك تساؤل مهم طرحه المصريون حول مصدر الأموال الطائلة التي أنفقها حتى الآن الشيخ حازم في حملته الانتخابية