تراقبه بكافة حواسها، تضبط عيونها فوق مستوى الحدث كي لا تغفل ثوانيها المعدودة، لطرفة العين عنه، تعرف أن فعله غير متوقع إطلاقاً، وأن طفلها غير طبيعي، تعرّفه للناس بأنه (حسّاس)، ويعرّفه العلم بأنه (متوحّد)! التوحّد علمياً هو (الحالة التي تعوق استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها. فتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله.،واضطرابات في اكتساب مهارات التعلم السلوكي والاجتماعي ويصيب الجهاز التطوري للطفل.) نسبة الأطفال المصابين بالتوحّد في السودان مجهولة، ليس لتجاهله الرسمي كمرض إنما لأنه كمرض غير متعارف عليه على المستوى الشعبي - رغم المراكز الخاصة التي تحاول تقديم خدمة علاجية - فالطفل المصاب به بحسب الخبرات المحلية يصنف بأنه (مُحراك) - كثير الحركة - أو (هبّاش) أو على أسوأ الفروض (مهبوش) أو ممسوس، وهذا يتخذ مسلكاً علاجياً آخر! لهذه الأسباب مضافاً إليها بالطبع الوعي المقتصر لدى المعنيين بالمرض؛ فإنه من النادر إيجاد رقم رسمي يمكن وضعه في خانة كم المصابين به. بالتناسب العالمي فإنه يصيب طفلاً من بين كل 500 طفل - يصيب الذكور أكثر من الإناث بمعدل 4 إلى 1 وتختلف أعراضه من طفل لآخر، تخف أو تحد، بحسب الاختلاف الطبيعي بين كل طفل وآخر. ورغم أنه يظهر في الثلاث سنوات الأولى. ورغم أنه كإعاقة تصيب جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأجناس والأعراق! ورغم كل ما يكتب ويجمع ويدرس عنه؛ إلا أنه كمرض أو إعاقة لا يوجد له علاج ناجع حتى الآن، أو مصل تطعيم يقلل أو يمنع من الإصابة به. الاهتمام مؤخراً، ربما بسبب وعي بعض الدول العربية حولنا وتماسنا وتقاطعنا المحسوس أو المنقول معها مركز دبي للتوحّد من أشهرها يقود حملته لهذا العام بشعار (تقبل .. احتضن.. ادعم ) فإن الاهتمام المحلي بمرض التوحّد يمضي بمؤشرات حسنة نحو الارتفاع بمستوى الوعي به كمرض، فقد تمّ تحديد الأسبوع الأول من شهر أبريل الحالي تعتمد الأممالمتحدة الثاني من أبريل اليوم العالمي للتوحّد وبرعاية من السيد النائب الأول، بنادي الأسرة بالخرطوم. إلا أن الفعالية لم تتم للانشغال الرسمي بقضية (هجليج). ومع ذلك لم يتم تخصيص فقرة للتحدث عنه من خلال البرامج اليومية التي تدعي أنها تهتم بشأن الطفل والأسرة.! والأسر يمكن ببساطة أن تقوم بتشخيص حالة طفلها بمرض التوحّد من خلال الأعراض المتمثلة في : صعوبة الاختلاط والتفاعل مع الآخرين، التصرف وكأنه أصم، مقاومة تغيير الروتين، الضحك والقهقهة بدون مناسبة، عدم إبداء الخوف من المخاطر، الإشارة بالإيماءات، لا يحب العناق، مفرط الحركة، لا يستطيع التواصل مع البشر، تدوير الأجسام واللعب بها، الارتباط غير المناسب بالأجسام والأشياء، إطالة البقاء واللعب الانفرادي، أسلوب متحفظ وفاتر المشاعر. كافة المشاعر المتقبلة والنافرة، المشفقة والواعية، الخاصة بالأسرة أو العامة للدولة يحتاجها الطفل المتوحّد، لتطوير سلوكه المجتمعي ولتغيير المفهوم الحالي عن التوحد ورفع درجة الوعي تجاهه، بأن نتقبل ونحتضن، وندعم الطفل المصاب به دون تحايل تعريفه بأنه حسّاس