{ أخطبوط تبديد أموال الدولة أو (المواطن بالتعبير الدقيق) وصلت أذرعه حتى تجاوز حدود الوطن إلى السعودية. فها هو محمد عيسى رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية يوجه اتهامات صريحة إلى هيئة الأوقاف بتبديد مبلغ (47) مليون دولار لوقف بالمدينة المنورة. أماط اللثام عن (المبلغ) أيضاً رئيس لجنة الشؤون المالية بالمجلس الوطني الزبير أحمد الحسن، والمال خاص بالأوقاف السودانية بالسعودية. كما كشف المراجع العام الطاهر عبد القيوم أن هيئة الأوقاف بددت بالسعودية ستة ملايين ريال سعودي، إذ ذهبت لجنة لبحث أوقاف في السعودية ولكنها لم تجد (شيئاً) فراح المبلغ شمار تبديد واختلاس في مرقة إيجارات!! مبلغ ال (47) مليون دولار صدقته وزارة الإرشاد لتشييد (وقف أبي ذر) بالسعودية. إن أباذر الذي عاش وحيداً ومات وحيداً بُددت أموال حملت اسمه في القرن الحادي والعشرين، (الجات) في مال وزارة الإرشاد (ومرق فت) لم يسامحه المراجع العام. حاتم السر { المرشح الرئاسي سابقاً الأستاذ حاتم السر الناطق (لغير الناطقين) بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) في حوار معه بالزميلة (السوداني) تم حصاره في منطقة المؤتمر العام للحزب مما جعل السر يكرر: (لدينا ترتيبات شارفت على الانتهاء.. إن المؤتمر يبدو قريباً جداً.. أمر تحديد الزمان تُرك للجنة الإعداد والتحضير.. آخر مؤتمر للحزب كان في عام 2004.. المؤتمر سوف ينعقد في رحاب هذا العام.. الظروف السابقة كانت غير مناسبة لعقده). ويبرر حاتم السر عدم قيام المؤتمر العام للحزب إبان الديمقراطية بأن (الحزب كان قاب قوسين أو أدنى من عقد المؤتمر العام لولا انقلاب 30 يونيو 1989). وفي نفس يوم الانقلاب (كانت صيواناتنا منصوبة وكراسينا مرصوصة وخرافنا مذبوحة) استعداداً لافتتاح مؤتمر الحزب بالعيلفون، ولكن (من المفارقات أن شربات مؤتمر الحزب شربها العسكر)! لم يذكر حاتم السر أن عسكر الإنقاذ قد أكلوا كذلك (شية) الخراف المذبوحة آنذاك أم لا؟! هذه المرة يا حاتم السر اعملوا مؤتمر عام بدون شربات أو خراف مذبوحة حتى لا يتحول المؤتمر إلى (ميتة وخراب ديار)!! صلاح حمادة { صلاح حمادة هذا الطفل الشقي (وشقاوته) في عفويته.. إنه امرؤ عاش بقلب طفل.. يبتسم ويضحك بل ويغضب، ولكن (غضبه جميل) مثل ضحكاته.. لا يحمل من هم في دنياه سوى هم أن يصبح المواطن (بدون زعل)، وربما يكون هذا سر تسميته لزاويته التي كان يحررها بعدد من الصحف ولأكثر من عشرين عاماً. لم أرَ إنساناً (متصالحاً) مع نفسه مثله.. في البدء كنت مطالعاً لأعماله الكاريكاتورية مجردة الخطوط، خفيفتها، اللاذعة بصحيفة (الأيام) ثم كان أن (تزاملنا) بصحيفة (السياسة) في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، وبالرغم من اتساع مكتب (المنوعات) الذي كان يضم نفراً من (العفويين) مثل الأستاذ عيسى الحلو، وهاشم عثمان، وكان واسطة العقد صلاح حمادة، الذي كانت رسائل القراء التي تصله وخاصة به تحتل (نصف) المكتب، وأكاد أجزم أنه ليس هناك صحفي استطاع أن ينال (حب) القراء مثله، لو كان سياسيونا في (سماحة وزهد) صلاح حمادة لما وصل الوطن إلى (جراحات) غائرة على ظهره.. نسأل الله له الرحمة في ذكرى رحيله التي مضت قبل أيام. مفتي مصر { إن الزيارة المفاجئة التي قام بها مفتي مصر الشيخ علي جمعة إلى القدس؛ استصحبت معها جدلاً واسعاً، وما زالت ردود الأفعال تتواصل حولها ما بين مؤيد ومعارض، فبينما أصدر الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فتوى بتحريم الزيارة إلا أن مفتي القدس وقاضي قضاة فلسطين السابق الشيخ تيسير التميمي يرى أن زيارة القدس واجبة من المنظور الديني وخاصة أنها ليست لإبرام صفقات تجارية أو سياحية مما يخدم قضية التطبيع. وفي سياق آخر لفت التميمي الانتباه إلى أن أئمة علماء الأمة مثل الغزالي، وابن تيمية، والعز بن عبد السلام؛ زاروا القدس إبان الاحتلال الصليبي ولم ينكروا على أحد زيارتها. وهناك إشارة بأن هيئة علماء المسلمين أصدرت منذ ما يقارب (3) سنوات قراراً أوصت فيه المسلمين بضرورة زيارة القدس. إن الذين صبوا (غضبهم الساطع) على مفتي مصر من المفكرين الإسلاميين وقيادات بجماعات الإخوان المسلمين ومن الدُعاة، كان الأولى والأجدر لهم أن يدعوا العرب إلى تحرير بيت المقدس من دنس الصهاينة. أين هم من الجهاد الذي هو فرض عين إذا احتل العدو شبراً من أرض قوم، فكيف لمن احتل أولى القبلتين وثالث الحرمين. (فضوها) سيرة من الشجب والاستنكار والتحريم.. ويا (حليلك) يا فيروز ويا حليل (الغضب الساطع) الذي لم يأتِ