أرقع جبتي أو لا أرقعها أطرزها من اللالوب ألبسها على المقلوب أخلعها.. على كيفي أنا لم أنتخب أحداً وما بايعت بعد محمد رجلاً ولا صفقت للزيْف لماذا أعلنوا صوري لماذا صادروا سيفي { مدخل.. لم أجرؤ عصر الخميس الفائت الرد على الهاتف، برغم أن الرقم على الشاشة يقول إنه «رقم خاص»، فلقد أصبحت أخشى «لائحة المرور» التي شرعنت لسلامة السائقين. والرقم الخاص يلاحقني، تساءلت، ربما يكون هذا هو «القصر» يعودني في أزمتي ويعيدني، وأن القوم قد افتكروني وافتقدوني، فسفرياتي «ذات الخمس نجوم» على قلتها وشُحِّها، كانت كلها على حين «ملاذات غير آمنة» أفضت إلى انضمامي لموكب الكتيابي الهادر، «على كيفي أرقع جبتي أو لا أرقعها..». { متن أول.. أول شيء فعلته عند وصولي هو أن استجبت لنداء الرقم الخاص لأجد في المقال، المهندس عبد الله مسار، وزير الإعلام المستقيل، رجل بدرجة «شيخ عرب وزعيم قبيلة ورئيس حزب» وبعض المكتسبات التي لا يستطيع أحد أن يحيله منها إلى التقاعد الإجباري أو الطوعي، وبالطبع أدركت سر هذه المهاتفة. فلم يجف مداد ملاذي، «انكسرت الجرة وذُبح العجل» الذي اجتهدت فيه أن أترسَّم خُطى «القرار الرئاسي» الذي ناصر المدير على الوزير، ثم أطاح بالوزيرة بعد استقالة الوزير! حكاية الجرة والعجل والبصيرة أم حمد، وليس في كل مرة تسلم الجرة. { متن ثانٍ قال المهندس مسار مبتدراً تلك «المهاتفة اللقاء» لكونها استمرت لما يقارب النصف ساعة، قال «أود أن أشكرك وأهنئك على جرأتك، ثم أخصك بما لم أقله لأي صحيفة قبلك». نصف ساعة أخرج فيها الرجل كل «الهواء الساخن»، وهل كانت مصادفة أن يتزامن هذا مع «يوم الصحافة وحريتها»؟ لقد تمكَّن «رجل الرزيقات القوي» في نصف ساعة أن يختزل مسيرته السياسية خلال ثلاثة عقود من الزمان. { خروج مبكر.. الرجل قوي لدرجة أن تشفق عليه ولا يعاني حالات انكسار كما يتصور الكثيرون، كما لو أن كبرياءه الحقيقي بدأ عندما غادر الوزارة. مسار يصنع مسيرة جديدة، جديدة جهيرة. قال ربما يقنع كثيرون «بسكرتيرة وعربة وماهية» ومشاركة ديكورية. أما أنا فلا! إما وزارة كاملة الصلاحية أو استقالة شاهقة مجلجلة.. امتلك الرجل الجرأة ليقول «إن الإنقاذ لا ولم تنتصر بأهل السبق والولاء فحسب، بل وإنما تنتصر بالعدل والمحاسبة والشفافية». فتذكرت ساعتها فلسفة أهلنا الصوفية «الطريق لمن صدق وليس لمن سبق». السيد مسار يزلزل الأرض تحت أقدام كثير من مسلَّمات الأمس، وإذا رأيت وزيراً يستقيل، فاعلم أن هذه «الأمة» التي ينتمي إليها هذا الوزير أنها بخير، والرجل مسار على نسخة من نسخ «حزب الأمة»، لكنه قال أخطر من ذلك. قال لي «لو أن الرئيس أقالني لكنت أحدثك اليوم من خارج هذه البلاد حديثاً آخر»، لكنه أيضاً قال.. «احترمت السيد الرئيس أكثر وهو يقبل استقالتي».. ومن أقواله الجهيرة أيضاً.. «إن خطه الوطني الإستراتيجي الذي يسعى لترسيخ هوية السودان ثقافة وقيماً وديناً»، لن يحيد عنها حتى لو حاد عنه المؤتمر الوطني.. { مخرج أول.. قال أنا كنت وزيراً قبل الإنقاذ، فلما جاءت الإنقاذ أخذتني من وزارة الشؤون الهندسية بدارفور إلى السجن مباشرة»، وعرفت النيابة عام 1983م وأنا طالب بنهايات المرحلة الجامعية، والسوق أعرفه ويعرفني، دخلت السوق لعشر سنوات، قبل أن يعيدني الصادق المهدي لدوائر السياسة عند محطة جيبوتي لما بشرنا المهدي بأنه ذهب لجيبوتي ليصطاد أرنباً فاصطاد فيلاً. { مخرج أخير.. يقول.. أما علاقتي بالسيد الرئيس، فلن تتأثر بما حدث، وأحفظ له أن جعلني يوماً والياً على أهله، وذهبت إلى الدامر وأقلت «خاله» ولم يتدخل، وسأسعى إلى مناصحته وسأظل جندياً مخلصاً للوطن. { مخرج بعد الأخير.. والرجل مسار بمرافعاته الجهيرة يعيدنا إلى مربعات المروءة والكرامة والجسارة، والطيب ود ضحوية.. إن أداك وكتَّر ما بقول أديت أب درق الموشح كلو بالسوميت أب رسوة البكر حجَّر شراب ستيت كاتال في الخلا عقبالًا كريم في البيت