أكد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أن تعديات حكومة جنوب السودان على أراضي وسيادة السودان وتعكيرها لأجواء علاقات الجوار الأخوي بصورة سافرة، لن تجعل الدولة تحيد عن نظرتها المستقبلية وعلاقاتها الإستراتيجية مع شعب جنوب السودان، مشيراً إلى أهمية النظر بحكمة وبصيرة للعلاقات بين البلدين، بالرغم من التصرفات اللا مسؤولة التي ارتكبتها حكومة جنوب السودان داخل حدود السودان المعترف بها دولياً، متهماً في الوقت ذاته دوائر أجنبية بالسعي وفق مخططات مشبوهة لجر السودان إلى أتون حرب وصدام مستمر مع الجنوب. وقال: «نحن واعون لذلك ولن يفلح كيدها وسيصير تخطيطها إلى بوار». واتهم البشير الحركة الشعبية بتعمد تأجيل القضايا العالقة إلى ما بعد الانفصال بهدف تفجيرها كقنابل موقوتة، مبدياً أسفه لطريق الغدر والخيانة الذي انتهجته الحركة الشعبية، بعد أن التزمت الدولة بكل بنود اتفاقية السلام الشامل وتقبلت اختيار الجنوب للانفصال، علاوة على إعلان الرغبة في تطوير العلاقات بين البلدين. وأكد البشير لدى مخاطبته دورة الانعقاد الأولى للمجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي للعام 2012 بقاعة الصداقة أمس (الأحد)، وجود إجماع وطني حول الخطط الإستراتيجية للدولة من خلال توسيع نطاق المشاركة في السلطة، مبدياً أمله في أن يستمر التوافق على الدستور الدائم الذي تقبل الدولة على كتابته، على أن يرى فيه كل مواطن حقوقه وواجباته وهويته. وعزا البشير الضائقة الاقتصادية التي وصفها بالمؤقتة إلى تناقص الإيرادات من الموارد البترولية جراء الانفصال، إضافة إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى انكماش الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على المنتجات، غير أنه مضى مؤكداً قدرة الدولة على تجاوزها عبر البرنامج الثلاثي المتوافق مع الخطة الخمسية الثانية من حيث الأهداف الكلية، قاطعاً بتحقيقه لنتائج مبشرة في الموازنة العامة للعام 2012م من خلال إنشاء وظائف مقدرة في الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، ومحاصرة عوامل ارتفاع الأسعار وزيادة إنتاج السلع الإستراتيجية وتفعيل سياسات الاكتفاء الذاتي، وتعظيم عائدات الصادر من المصادر البديلة.