عاد فلادمير بوتين رئيساً لروسيا وقد شغل هذا المنصب من قبل لفترتين ثم أصبح رئيساً لمجلس الوزراء في عهد الرئيس ميدفيديف الذي صار الآن رئيساً للوزراء، وهكذا تبادل الرجلان المنصبين الكبيرين وجاء بوتين للرئاسة بالانتخابات التي لم يكن لها وجود أثناء الحكم الشيوعي الذي استمر من عام 1917م إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 1922م تأسس الاتحاد السوفيتي من روسيا ودول مجاورة أهمها أوكرانيا ثم انهار هذا الاتحاد أول تسعينيات القرن الماضي. وكانت روسيا هي أقوى مكونات الاتحاد السوفيتي وما زالت بعد تفكيكه محتفظة ببعض مظاهر هذه القوة، فهناك أسلحتها النووية وهناك عضويتها الدائمة في مجلس الأمن، وما زال هناك تأثير أو نفوذ روسي في السياسة الدولية لكنه محدود ضئيل قياساً إلى النفوذ السوفيتي الذي اندثر، لكن الاحتمال ما زال موجوداً بأن تلعب روسيا في السياسة الدولية دوراً أكبر رغم أنه لن يكون في حجم الدور السوفيتي الذي كان انعكاساً لقوة الاتحاد السوفيتي الذي كان يضم إلى جانب روسيا 14 جمهورية، وكانت مساحته سدس مساحة العالم، وكان يحكم من خلال عملائه أوروبا الشرقية. ولما فاز بوتين بالرئاسة استقبل الروس عهده بالتظاهرات المضادة ونعم له مؤيدون فقد فاز في الانتخابات، لكن كثيرين يعارضونه ولذلك فإنه مطالب بإجراء تغييرات وإصلاحات كثيرة داخل روسيا ليسخر بعدها بعض وقته للسياسة الدولية ولمحاولة استعادة الدور اللائق بدولة عظمى في مقام روسيا. وألغى الرئيس بوتين زيارة كان مقرراً أن يقوم بها للولايات المتحدةالأمريكية، فقد اتصل تلفونياً بالرئيس أوباما وأبلغه أنه لن يستطيع حضور مؤتمر مجموعة الثمانية المقرر عقده في كامب ديفيد. وقالت مجلة تايم الأمريكية في عددها الصادر أمس الخميس إن بوتين شن خلال حملته الانتخابية هجوماً حاداً على الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي بيان رسمي أمريكي ورد أن هناك مجالات للتعاون بين البلدين منها الأمن النووي والحرب في أفغانستان وعضوية روسيا في منظمة التجارة العالمية. وسوف يحضر مؤتمر الثمانية الكبار في كامب ديفيد رئيس الوزراء ميدفيديف ممثلاً للرئيس بوتين. ويقولون إن العالم ما زال في حاجة ماسة إلى أن تصبح روسيا نداً للولايات المتحدةالأمريكية كما كان الاتحاد السوفيتي، فهذه الندية تحقق التوازن الدولي الذي يجرد أية دولة من فرض رؤيتها الأحادية وهيمنتها على مصائر العباد والبلاد في سائر أرجاء الكرة الأرضية، وهو ما ظلت تفعله الولاياتالمتحدة منذ انتصارها في الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي أول التسعينيات