زار مرشح الرئاسة المصرية حمدين صباحي خلال حملته الانتخابية أسيوط وكان معه عبد الحكيم جمال عبد الناصر ابن الزعيم الراحل الذي كان صعيديا من منطقة أسيوط، ومؤكد أن أهل المنطقة يحبون ويقدرون ابن الزعيم فقد كانوا يحبون ويحترمون والده، ومؤكد أيضا أن عبد الحكيم يتعاطف إن لم يكن يؤيد المرشح صباحي المعروف بناصريته أي اقتناعه بمجمل تجربة عبدالناصر في الحكم التي بدأت مع ثورة يوليو 1952م التي كان قائدها الحقيقي وانتهت بموته في سبتمبر 1970م لكن الأستاذ صباحي ليس ناصريا جامدا فهو يعرف أن التجربة شابها كثير من الأخطاء. وإذا كان بعض المصريين يرون أن ثورة 25 يناير 2011م التي أطاحت بالرئيس مبارك وفتحت باب الديمقراطية على مصراعيه هي إلغاء لثورة يوليو 1952م التي أطاحت بالنظام الملكي وأعلنت الجمهورية لكنها فشلت في تحقيق الديمقراطية فإن آخرين يرون أنه لا تناقض بين الثورتين الكبيرتين ثورة يوليو 1952م التي قادها المقدم جمال عبدالناصر وثورة يناير 2011م التي فجرها الشعب المصري بقيادة شبابه ومن هؤلاء الآخرين الأستاذ حمدين صباحي الذي قال في كلمته في أسيوط إن نجاحه سيكون جسرا للتصالح بين ثورتي 23 يوليو و25 يناير وأضاف أن تجربة الجمهورية الأولى بقيادة عبدالناصر رغم شموخها وعظمتها إلا أن هناك بعض السلبيات التي شابتها كأي تجربة إنسانية لذا سيتم تجنب سلبياتها والأخذ بميزاتها العديدة. وتعاقب على حكم مصر في الجمهورية الأولى أربعة رؤساء هم اللواء أركانحرب محمد نجيب وكان حكمه اسمياً رمزيا استمر سنتين من عام 52 إلى نوفمبر 1954م والمقدم عبدالناصر الذي توفي عام 1970م ليخلفه المقدم أنور السادات الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981م ليخلفه اللواء حسني مبارك الذي أطيح به في فبراير 2011م وكان الرؤساء عبدالناصر والسادات حكاما حقيقيين فالكلمة كلمتهم والقرار قرارهم وكان عبدالناصر أكثرهم شعبية والسادات أكثرهم دهاء وكانت لكل منهما جاذبيته الخاصة وكان مبارك رئيسا عاديا ضعيف الحضور في الشارع العربي. أما عبدالحكيم عبدالناصر فيقال إن والده سماه هذا الاسم تقديرا لصديقه الشخصي الاستثنائي الرائد عبدالحكيم عامر ساعده الأيمن في تنظيم الضباط الأحرار وفردته منذ أيام جبل أولياء بالسودان أواخر ثلاثينات القرن الماضي ونائبه الأول في رئاسة الجمهورية وقد ترقى استثنائيا بعد ثورة يوليو 52 وأصبح قائدا عاما للجيش ومشيرا حتى حرب يونيو 1967م لينتحر في نفس العام. ويحظى الأستاذ حمدين صباحي باحترام كافة القوى السياسية ورغم الديكتاتورية وهزيمة يونيو 67 إلا أن المصريين أو كثيرين منهم ما زالوا يرون أن إيجابيات عبدالناصر أكثر من سلبياته وأنه من الممكن الاستفادة من تجربته والارتكاز على إيجابياتها وإذا ما أعطوا أصواتهم لصباحي فإن ذلك سوف يضيفه إلى المرشحين ذوي الحظوظ الأوفر ومنهم الوزير الأسبق عمرو موسى والإسلامي المنشق عبدالمنعم أبوالفتوح ومثل كثير من الانتخابات فإنه ربما تحدث مفاجآت