أحسن الهلال إحكام السيطرة على بداية المباراة، ونجح في فرض أسلوبه ومحاصرة خصمه طوال الشوط الأول الذي أنهاه بهدف أربك حسابات صاحب الأرض، وفرض على مدربه إجراء تبديل مبكر. لكن الفريق خيب التوقعات وخذل القاعدة التي فتحت للأمل ألف باب، ومنت نفسها بالظهور في المجموعات المكان الطبيعي للهلال حتى بمعطيات المباراة، والتفوق الظاهر على الشلف الذي استسلم للأسياد وتبخرت كل أحلامه وجماهيره المحتشدة تبتلع مرارات الخسارة وتحكم على أصواتها بالحبس. كان الهلال قريباً من الفوز والتأهل للدور القادم، ولا نلقي باللائمة على المدب الذي نعتقد أنه قدم واحدة من أجمل المباريات تخطيطاً وتكتيكاً وإدارة، رغم أنه فشل في تكملة الجمال لأن النهايات هي الختام ولم يكن الختام مريحاً للأهلة. فرض غارزيتو أسلوبه وأحسن اختيار وتوظيف العناصر، ولأول مرة يستعيد الهلال شكله وأسلوبه بعد شهور من العك وغياب الملامح. وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب يجب أن نحيي الإشراقات التي حفلت بها المباراة، والتي أعادت التذكير بل أنعشت الذاكرة بإمكانية عودة الهلال للزمن الجميل والأداء الرفيع. المباريات تحسم في أرباع الساعات وقد بلغ الأسياد مبكراً مرمى الشلف وحبس أنفاس جماهيره، ولكنه فشل في الربع الأخير وأهمل الواجب الدفاعي بالاندفاع هجوماً لتأمين النتيجة بهدف ثانٍ يريح الأعصاب وينهي أحلام الشلف. فرط الدفاع، وفي لحظة تقدم فالنتين نفذ الشلف وأدرك التعادل في وقت حساس وحرج للغاية، وهنا لا نلوم المدرب وحده بل كل اللاعبين. وكان واضحاً تأثر اللاعبين بالجهد الكبير المبذول في الشوط الأول، ولهذا هبطت اللياقة وتأثر الأداء وتنازل الهلال طواعيةً للشلف عن نصف الملعب ومنطقة المناورة. الاستمرار في المباراة والهلال فائز كان ينبغي أن يحبط معنويات الخصم ويربك الحسابات فيسود الاستعجال والتسرع، وهنا كانت تكمن شطارة المدرب بامتصاص حماس الخصم وقتل اللعب ولكنه لم يفعل. حتى اللاعبين جاروا المدرب في الاندفاع غير المحسوب فخسر الهلال التقدم. أما الطامة الكبرى فتمثلت في ركلات الترجيح التي تدرب عليها اللاعبون، فكانت المفاجأة في إضاعة الركلة الأولى الشيء الذي سرب الإحباط لبقية المنفذين. خسر الهلال جولة مهمة وأخلى مقعده بيديه وطواعية للشلف، وسمح للجزائري متواضع القدرات بالظهور في المجموعات الأفريقية وقرر الأسياد بأنفسهم الهبوط للكونفدرالية. خسر المريخ من خصم عنيد وفريق مكتمل يمثل منتخباً أفريقياً بكامل عناصره، ولكن الهلال خرج على يد فريق فقير لا يستحق شرف إبعاد الهلال ولا أن يعد من الثمانية الكبار. انتهت أحلام الهلال على أعتاب الشلف وبات المجلس بحاجة ملحة وعاجلة للنظر في الجانب الفني، فالكونفدرالية تضم أسماءً من العيار الثقيل ونتوقع أن يعاني أضعاف ما عانى، بل نتوقع أن تلفت المنافسة الأنظار أكثر من الأبطال. كان بمقدور الغزال حسم المباراة في الدقائق الأولى وإرغام الجماهير على مغادرة الملعب، ولكنه تسبب في الهدف الوحيد وقدم مباراة كبيرة ونعتقد أن خروجه أثر كثيراً على الهلال وأراح الشلف. توريه أجاد التخزين واللعب على الأطراف ولكنه فتح الوسط وأسلم القيادة للخصم، فكانت الهجمات تخرج منظمة لولا براعة الدفاع وعلى رأسه مساوي. يجب أن ينسى الهلال المشاركة في البطولة الأفريقية فهو لم يخسر في المباريات الأربع وهذا إنجاز في حد ذاته، فقد فاز ذهاباً وإياباً على الديبلوماسي وتعادل على أرضه وخسر بركلات الترجيح من الشلف. الممتاز هو الخطوة القادمة والأهم وعلى المجلس توظيف الطاقات ولملمة اللاعبين لتجاوز حاجز الخسارة، والخروج لإعادة بناء الروح المعنوية مجدداً وتفادي الخسائر القادمة. طموحات الجماهير كانت كبيرة وقد راهنت على الأسياد وأوشكوا على تحقيق المراد ولكن المجنونة قالت لا. يجب أن نلتفت للممتاز فهو جواز العبور للمشاركات الأفريقية كما أنه سيكون المنافسة الوحيدة المؤهلة للكونفدرالية. لا ندري ما هي أسباب إبعاد الغزال ولكننا نتحسر على إخراجه، كما تمنينا لو اتخذ غارزيتو قراراً شجاعاً بإشراك الحارس جمعة بديلاً للمعز والتحسب لركلات الترجيح. فقد الهلال مكانة مرموقة وسط أندية الكاف والسبب عدم التخطيط السليم. خروج الهلال من الأبطال بدأت ملامحه من التعادل على الأرض أمام الشلف. التماسك هو سلاح المرحلة القادمة لتفويت الفرصة والمحافظة على الأبطال الذين كم أسعدوا الأمة الزرقاء وقدموا الأفراح في دنان المتعة، وبات حقيقاً علينا أن نحتفي بهم ونجدد الثقة فيهم لغد أفضل