إن اللهاث اليومي المرير وراء لقمة العيش، تأميناً للحاضر ولا نقول المستقبل، هو السبب الحقيقي وراء انفصال قطاع لا يستهان به من الشباب، في الاهتمام بما يجري في الوطن وإقليمياً ودولياً.. فقد أصبحوا فقط من الخاطفين لعناوين الجرائد اليومية ولبرامج فضائيتنا السودانية، بل أنهم ما عادوا يهتمون حتى بما يبث في قنوات فضائية عربية.. لم يعد الاهتمام إلا بالقشور سواء في الصحف أو الإعلام المرئي؛ إذ أن القضايا الجوهرية التي تمس حياة ومستقبل الشباب لم يعد لها ذاك البريق.. ما الذي فعلته الحياة السياسية بشبابنا حتى أصبح تفكيرهم كالخرق البالية!؟ { عمود زبالة: لمحت على جدار منزل بأحد الأحياء تحذيراً مكتوب فيه: «الرجاء عدم إلقاء الأوساخ بجانب العمود، يا بهايم يا حمير». فنظرت إلى العمود الكهربائى الذي أشار إليه سهم التحذير، فوجدت القمامة تحيط به مستندة على أكتافه، يبدو أن أهل الحي رأوا في «العمود الكهربائي» حسب خيالهم أنه «مقلب زبالة» ولا يهمهم أن يصبحوا «بهايم أو حمير» . لم يبقَ لصاحب المنزل المتضرر إلا أن يطالب هيئة الكهرباء بإزالة «العمود» لأنه إن تفاقم الأمر سوف يوجه تحذيره ذاك إليها! { زفت في زفت: شوارع تسفلت، وبعد أشهر معدودات تتعرى ويصبح جلدها مصاباً بالجدري وكل أمراض «الغش» الستة، وتأتي مياه الصرف الصحي التي تصب فيها «لتكمل الناقصة» فتأكل هنا وهناك من طبقاتها، مخلفة حفراً تشكل امتحاناً عسيراً للسيارات، وقِسْ على ذلك مثل هذه «الإنجازات» في الصحة والتعليم والإسكان ويا .. قلب لا تحزن.. أصلها كلها «زفت في زفت»!! { غم ونكد: كنت أتمنى أن يصدر قرار «صارم وحازم» ويحمل كل تكشيرة اللئام من مسؤول لفضائيتنا المصونة، بأن تخصص مساحة على شاشتها يومياً للكوميديا، أياً كان شكلها.. لقطات.. كاميرا خفية.. قفشات.. مسلسل... الخ.. إن مشاهدينا في حاجة ماسة للترويح عنهم من خلال الكوميديا وكفانا تكشيرة وغم ونكد.. الناس في بلادي بحاجة إلى الضحك لعل وعسى أن يخفف ذلك من الهموم التي لم يعد يجدي معها قول «إدمدم ونوم». { دا كلام يا ريهام؟ رسائل الSMS والتي تتحرك بصورة خاطفة وتبطئ أحياناً في شريط أسفل شاشات الفضائيات، معظمها خارج عن حدود اللياقة؛ إذ تتضمن الغزل الصريح والزواج العرفي والبوح بالأسرار.. فبالإضافة إلى ما يرِد بتلك الرسائل التي تحمل ملامح «الفضائحية» وباللغة العربية المهجنة وألفاظ «الروشنة».. هذه الرسائل تصرف المشاهد عن متابعة البرنامج الذي يبث أمامه، أي تصيبه بزغللة عيون. تضمنت إحدى الرسائل لواحدة من إياهن اسمها ريهام وكانت عبارتها :«يا روحي هشهشني.. فشفشني.. بس ما تطنشني» دا كلام يا ريهام؟ { مسطول تعرف على بنت في حافلة.. لما نزل قام شال نمرة الحافلة!!