حضر ممثلون عن المنظمات الإقليمية والدولية، وممثلون عن الدول الكبرى «الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، والدول العربية». بذلت دولة قطر جهوداً حثيثة لتفعيل وتعزيز المسارات بهدف الوصول إلى تحقيق السلام في دارفور عبر إطلاق جولة المفاوضات التمهيدية. ممثلو كل من كندا والولايات المتحدةالأمريكية واليابان وبعض الدول الكبرى حضروا لقاء الدوحة، ووصف اللقاء بأنه حيوياً ومهماً. وصل الرئيس عمر البشير وأمير دولة قطر حمد بن خليفة والرئيس التشادي إدريس دبِّي والرئيس الإرتري أسياس أفورقي لمكان الاحتفال، ووصلت قبلهم الحركات التي كانت قد أعلنت مقاطعتها للتوقيع على حفل الاتفاق، ووصل إلى القاعة محجوب حسين بعد أن عقد مؤتمراً صحفياً نهار أمس أعلن فيه مقاطعة الحركات، واكتمل وفد حركة العدل والمساواة، وانتظم كل المشاركين في أماكنهم داخل القاعة قبيل انطلاق برنامج التوقيع، والتزم رؤساء الدول مواقعهم. قبل وصول الرؤساء بدقائق وصل محجوب حسين ومعه الحركات التي وقّعت على ميثاق الوحدة الاندماجية نهار أمس بشيراتون بالدوحة، ووصل بعده د. جبريل إبراهيم، نائب رئيس حركة العدل والمساواة شقيق د. خليل إبراهيم، وبدت القاعة في كامل هيئتها في انتظار انطلاقة لحظات التوقيع والاحتفال. في افتتاحية الاحتفال رحب أمير قطر بالرئيس البشير بالدوحة ثم أعلن البشارة بتوحُّد الحركات وانضمامها لاتفاق وقف إطلاق النار والتوقيع عليه قبل عقد المؤتمر الصحفي بعد الحفل. في فاتحة الاحتفال أعلن أمير قطر عن إنشاء بنك لإغاثة وإعمار دارفور وتبرع بمبلغ مليار دولار، ودعا المانحين وبقية الدول بالإسراع والتبرع للبنك، وختم كلمته ليحول الكلمة للرئيس عمر البشير الذي توجّه بالشكر لأمير دولة قطر التي ساهمت في الاتفاق، وشكر أحمد آل محمود وقال إننا نسمّيه بعبد الصبور ذلك لصبره الشديد على الأطراف حتى التوصل للاتفاق. أكد الرئيس البشير خلال كلمته وقوف حكومة السودان وشعبه خلف المبادرة القطرية والوسيط المشترك جبريل باسولي، مذكراً بأن حكومة السودان دائماً ما تقف بجانب الخطوات التي تؤدي إلى السلام الدائم في الإقليم، وأشاد بالمبادرة القطرية بإنشاء البنك والمبلغ المحدد، واعتبر أنها تأتي في سياق المواقف المتكررة والدائمة. وكان انطلاق الاحتفال قد شهد تأخيراً ملحوظاً لأكثر من «4» ساعات بسبب تأخر الرئيس الإرتري أسياس أفورقي، الذي لحق فيما بعد بالقمة الثلاثية للرؤساء «البشير، أمير قطر والرئيس التشادي» قبيل دخولهم إلى قاعة الاحتفال بفندق الشيراتون أمس. وجاءت التسريبات بأن التأخير بسبب اعتراض بعض الحركات الرافضة للاتفاق مع خليل. وكان فندق الشيراتون قد اكتسى حُلّته في انتظار مقدم رئيس حركة العدل والمساواة، خليل إبراهيم، للتوقيع على الاتفاق الذي يرمي إلى وقف إطلاق النار، وشهد التوقيع دول كبرى أوروبية ومنظمات أفريقية ودولية وإقليمية، وكانت منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية من أوائل المشاركين وباركت جهود دولة قطر من أجل جلوس كافة الأطراف المتنازعة في السودان للوصول إلى اتفاق يرمي إلى وقف إطلاق النار ومن ثم الشروع في مفاوضات تجمع كافة الأطراف تمهيداً للوصول إلى اتفاق سلام شامل في إقليم دارفور، الذي يعتبر بتوقيعه نقطة تحول في مسيرة البلاد. كانت الفضائيات نقلت في بث مباشر مراسم حفل التوقيع على الاتفاق. ويعتبر الاتفاق بين الحكومة وحركة العدل بمثابة أساس قوي لإحلال السلام وبصورة نهائية، واعتبر التوقيع على الاتفاق بمثابة مخرج مناسب للأزمة، ووصف لقاء الدوحة، وبمشاركة زعماء الدول، بأنه خطوة قوية نحو الحل النهائي. جاءت الدعوات بأن تعمل كل الأطراف السودانية وتقدم تطلعاتها وتصوراتها، وأن تقوم الجهات المعنية بالوساطة وفي مقدمتها دولة قطر بجهود حثيثة من أجل تحقيق التقارب بين الأشقاء في السودان والتوصل لفرص عملية لتعزيز ما يتطلعون إليه من أجل الرخاء ووحدة الأراضي والأمن والاستقرار في السودان. شهدت قاعة المؤتمرات بفندق شيراتون الدوحة ترقباً وانتظاراً لمقدم وفد الحكومة ووفد حركة العدل والمساواة بعد أن طال انتظارهم وبعد أن احتشد شيراتون بممثلين من حكومة إرتريا والمنظمات والاتحاد الأفريقي والمنظمة الدولية وممثلين لدول عالمية لمتابعة التوقيع.