{ ستسقط الأحزاب في انتخابات أبريل القادم إذا سارت الأمور على هذا المنوال، ليس لأن «المؤتمر الوطني» أكثر شعبية، ولكن لأنه يملك خزائن مثقلة بالأموال، وميزانيات مفتوحة لتسيير الحملات الانتخابيّة لمرشّحيه ومُرشّحي الأحزاب الضعيفة المتحالفة معه.. { «المؤتمر الوطني» يملك المال.. والحركة الشعبية كذلك، والمتابع للنشاط الدعائي في حملة مُرشّح الحركة لرئاسة الجمهورية الأستاذ «ياسر سعيد عرمان» يلاحظ أن ميزانية الملصقات.. واللافتات على شوارع الخرطوم ربما بلغت وحدها مئات الملايين من الجنيهات..!! { من أين للمُرشّح «عرمان» بهذه الأموال الهائلة.. وهو رجل فقير.. لا يملك حتى داراً في الخرطوم؟! { وزعيم تاريخي بقامة الإمام «الصادق المهدي» وهو رئيس الوزراء وصاحب الأغلبية في آخر برلمان ديمقراطي قُبيل (الإنقاذ) يعجز عن مجاراة «عرمان».. دعك من «البشير» في الصرف على اللافتات الحديدية والمضيئة التي ازدحمت بها طرقات العاصمة المثلثة..!! لماذا؟! { لان الحركة الشعبية تتكفّل بحملة «عرمان» وتنفق عليها ببذخ من نصيب الجنوب في عائدات البترول..!! { و«المؤتمر الوطني» يصرف مليارات الجنيهات على حملات المُرشّحين أيضاً من نصيب الشمال في عائدات البترول..!! ولا أظن أن أحداً قد صدَّق المزاعم حول التبرُّعات الملياريّة من جيوب أعضاء الحزب..!! { ولأن «المؤتمر الوطني» و«الحركة الشعبية» هما الحزبان الوحيدان اللذان يستأثران بالثروة والسلطة، فإنهما لا يواجهان أيَّة أزمة في تمويل الحملات الانتخابية.. { بالمقابل، فإن الحزبين الكبيرين (الأمة القومي) بقيادة الإمام «الصادق المهدي»، و(الاتحادي الديمقراطي الأصل) بزعامة مولانا «محمد عثمان الميرغني»، يواجهان أزمة حقيقيّة وطاحنة تحول دون الوفاء بمتطلبات الحملات الانتخابية التي تقوم في الأساس على قاعدة (المقدرة المالية).. { المال هو عصب العملية الانتخابية.. في السودان.. في أمريكا.. في بريطانيا.. أو في أنغولا.. { ولهذا فإن استمرار «الأمة القومي» و«الاتحادي الديمقراطي الأصل» في السباق الانتخابي في ظل حالة (الحصار الاقتصادي) المفروض عليهما يعني سقوط مُرشّحيهم على كافة المستويات.. من الرئاسة إلى المجلس التشريعي الولائي.. { وليس من العدالة في شيء أن يتمتع حزبان بموائد الدولة.. بينما (تجوع) أحزاب أخرى.. تجوع.. وتجوع.. وترفض المال (الأجنبي).. لتنتظر السقوط..!! { ليست عدالة أن يسابق (الشبعان) زميله (الضبلان)..!! { إنها رموزنا الوطنية الطاهرة.. لن نسمح بسقوطها في مسابقة ظالمة يعوزها التكافؤ.. { السيد «الصادق المهدي».. تاريخ ناصع من الطهر.. والولاء للوطن.. نختلف معه سياسياً ولكن نتفق على أنه زعيم وطني غيور.. لا يستطيع مكابر أن يتهمه بسرقة المال العام.. أو خيانة الأمانة.. أو العمالة للأجنبي.. { ليس من مصلحة السودان.. شعباً وأرضاً أن يسقط الإمام «الصادق» في الانتخابات القادمة في مواجهة المشير «البشير».. { ليس من مصلحة البلاد.. نماءها وإستقرارها.. أن يسقط مُرشّحو حزب الاستقلال.. حزب الحسيب النسيب (مولانا).. الذي اهتزت لقدومه قبل أيام أركان الشرق.. من كسلا إلى «حلفاالجديدة»..!! { الشموليون المتكلِّسون وحدهم الذين يتوهمون أن الانتخابات القادمة هي الفرصة الذهبية الأخيرة للتخلص من (الأحزاب).. إلى الأبد..!! { وقبلهم قالها المشير «جعفر نميري».. وظل حاكماً ل(16) عاماً طويلة.. وفوجئ الجميع.. وأولهم الراحل «نميري» أن حزب الأمة حصل على (101) مقعد في برلمان 1986 1989م..!! { ولا أظن أن الحزبين الكبيرين سيسمحان للمؤتمر الوطني أن يهزمهما عملاً بسياسة (التجويع).. فلا ينالان سوى فتات المقاعد في البرلمان.. { وإذا انسحب الحزبان الكبيران من الانتخابات، وربما يحدث ذلك خلال أيام إن لم تتم معالجات حقيقية، سينافس (المؤتمر الوطني) نفسه ومُرشّحي أحزاب صغيرة أخرى، وسيكون «المجلس الوطني» القادم أسوأ في تشكيلته الشمولية من المجلس السابق. نواصل