يقول شول منوت: «إن قصتي مع الغناء بدأت منذ الصغر وقد أشارت أمي لذلك عندما قالت ان هذا الولد سيكون فناناً» .. «منوت» البالغ من العمر (21) عاماً قدم من أبيي، وهي بلدة حدودية بين الشمال والجنوب شهدت صراعاً طويلاً بين شريكي نيفاشا «الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني» حول تنفيذ بروتكولها الملحق باتفاقية 2005 وينتظر سكان منطقة «منوت» موعد إجراء استفتاء 2011 لتحديد وضعها إمّا للانضمام إلى الشمال أو للجنوب الذي ينتظر هو الآخر ذلك الاستفتاء ليحدد وضعه ما بين البقاء في دولة واحدة أو الانفصال وإنشاء دول صغيرة في جنوب السودان. وحول مسيرته مغ الغناء يضيف منوت: «أنا هنا مدين للأستاذ طيفور وفرقة الرشيد، فطيفور هو الذي قدمني للجمهور ومن ثم برنامج نجوم الغد، وأنا أجد نفسي دائماً مع الأغاني الوطنية لذا أردد للعطبراوي (أنا سوداني) وأيضاً (أرض الخير) وعدد من الأغاني الوطنية وهي أغاني يتجاوب معها الناس لأنها مرتبطة بالوطن». أما «شارلس علي ديمو»، فهو رئيس فرقة «البلندا» للرقصات الشعبية، وهي فرقة شاركت في احتفال تدشين مشروع تأهيل السكة الحديد بواو، الذي خاطبه السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأول ، وقدّمت عرضاً جميلاً جسّد من خلاله مدى تمسك أولئك الناس بثقافاتهم وتراثهم ونشر روح المحبة والسلام، ويقول «ديمو» البالغ من العمر (45) عاماً: «الفرقة لديها العديد من الأغاني عن السلام ولديها أخرى تطالب بالعمل من أجل الوحدة» ويضيف قائلاً «إن في وحدة بلادنا قوة لنا». وهو ذات الاتجاه الذي ذهبت اليه حاجة «أيوب ارنعوت» وهي تنحدر من منطقة «راجات» بولاية غرب بحر الغزال، ترأس فرقة (يولوه)، وتقول أيوب إن فرقتها ظلت تعمل علي نقل تراث «اليولوه» وما يتسم به من حب عميق للسلام والإخاء والوحدة بين الشعوب، وتضيف أيوب: «لماذا يتحارب الناس، ألم تكن الحروب هي سبب معاناتهم، أنا هنا أعمل علي نقل تراث أجدادي لانه تراث يدعو الى السلم»، وتضيف أيوب التي شاركت فرقتها في العديد من المناسبات داخل وخارج السودان إنها متمسكة بخيار وحدة السودان، وقالت: نحن نريد بلداً واحداً، ولا نريد التشتيت أبداً. وعرفت فرقة «اليولوه» ببحر الغزال من خلال أغانيها الجيدة وإيقاعها المتزن الذي دفع البعض إلى أن يصنفوها الأولى على مستوى الولاية، وهو مركز تقول إنها لا يمكن أن تتنازل عنه لأحد. أما فرقة «كواتو» بحر الغزال فقد عرفت بأدائها لجميع الرقصات السودانية وشاركت هي الأخرى في احتفالات التدشين، ويقول رئيس الفرقة «سبت حسين» إن لفرقته أغانٍ عديدة للسلام ومساحة كبيرة للوحدة، من بينها «نحن سوا شمال وجنوب وشرق وغرب كلنا سوا»، وقال حسين: «إننا نرمي من خلال هذه الأغاني لإزالة مرارات الماضي والقفز فوق ركام تاريخ طويل من المآسي التي خلفتها حروب العشرين عاماً، ونحتاج إلى برامج الوحدة الاجتماعية وفق مبدأ المصالحة الوطنية والاجتماعية، آن الوقت لنقفز نحو الحقيقة.. حقيقية أن تعيش بلادنا موحدة».