اكد مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي لمنصب والي النيل الابيض أن دعوتهم لقيام حكومة جبهة وطنية تأتي في اطار الحفاظ على استدامة التحول الديمقراطي. وقال دكتور معتصم العطا في مقابلة مع ( الاهرام اليوم) إن التجارب الديمقراطية السابقة فشلت لانه لم يكن هناك تعاون بين مكونات الحكومة على تنفيذ البرامج المتفق عليها، مشيرا إلى ان الاتحادي الاكثر حرصا على توعية المواطن بالولاية بضرورة ( الالتصاق بالبرنامج وليس الشخص)، مضيفا: (لن نكون حجر عثرة في تنفيذ برنامج حزب، إي حزب آخر، يفوز في الانتخابات)، وقال العطا إن فوزهم يعني تكوين حكومة جبهة عريضة تضم كافة القوى السياسية حتى لا يكون هنالك خلاف حول البرامج المحددة التي اختارها انسان النيل الابيض الذي هو في امس الحاجة لتنفيذ برامج تنموية تعني بانتشاله من دائرة الفقر والبطالة والتشرد والمخدرات، موكدا أن اكثر من 80% من مواطني الولاية مزارعون في حين شهدت المشاريع الزراعية بالولاية انهيارات متتابعة، مشيرا إلى ضرورة (إعادة الحياة لمشاريع الاعاشة) التي كانت توفر سبل العيش الكريم لمواطن الريف وتنمي من فرص التوازن المطلوب بين الحضر والريف، مبينا أن انهيار مؤسسة النيل الابيض الزراعية ومشاريع اخرى كانت رائدة في انتاج المحاصيل النقدية والغذائية المختلفة ولد الفقر في مناطق الانتاج وافرز حالة مستمرة من الهجرة من الريف لمدن الولاية أو لخارجها، الأمر الذي اسهم في ( ترييف المدن الكبري)، مضيفا أن من بينهم برامج حزبهم توفير الحماية للطفل وفرص التعليم المتكامل بعد اعادة تجميع المشاريع وتوفير الخدمات في الريف، وقال دكتور معتصم العطا إن البيئة المدرسية للكثير من مدارس الريف طاردة كما أن المعلم الذي ينقل إلى الريف يعتبر معاقبا، مؤكدا أن( المعلم المميز) في المرحلة القادمة هو الذي سيعمل في الريف لمنع حالات التسرب الكبيرة للطلاب، مشيرا إلي أن واقع القطاع الصناعي بالولاية لا يقل سوءا عن القطاع الزراعي بعد توقف مطاحن الغلال في كوستي والنسيج والمحلج ومصانع الزيوت والحلويات، متهما جهات لم يسمها بالسعي لتصفية المطاحن وبيعها بثمن بخس. وعن مشاركتهم في حكومة الوحدة الوطنية كنواب عن الاتحادي الديمقراطي في المجلس التشريعي الولائي قال العطا إن التجربة اثبتت لهم أن المجلس كان ( يدار بالريموت كنترول) ولا يقوم بدوره الرقابي المفترض على الحكومة مما ادى لتفشي الفساد ورفع نسب الاعتداء على المال العام، مؤكدا: ( كنا نطالب بالمحاسبة ونصدر توصيات دون أن نسمع بمحاسبة احد)، مشيرا إلى أن من بين الآثار السالبة لإهدار المال العام تفشي الامراض المستوطنة بالولاية ( الملاريا والدرن والبلهارسيا) التي لم يوجد لها علاج لعدم توفر التمويل اللازم لمكافحتها إلي جانب العديد من العادات الضارة كختان الاناث ووفيات الامهات أثناء الولادة والاطفال حديثي الولادة وتوفير قابلة لكل قرية. وفي ما يلي الاحصائية الرسمية لنسبة الفقر قال إن حكومة الولاية تتحدث عن 60% في حين تشير كل المؤشرات إلى أن نسبة الفقر الحقيقية لا تقل عن ،90% مشيرا إلى ان الفقر مرتبط بمشروعات التنمية كمحاربة العطش وتوفير المياه الصالحة للشرب لسكان المدن الكبرى والارياف التي تعتمد على الحفائر والآبار والجمام، مؤكدا أن غرب النيل الابيض يعاني من ( مشاكل وازمات جمة في المياه). وكشف في الوقت ذاته عن خطط وبرامج لحزبه تعني بتجميع القرى وبناء خطوط ومحطات ومدها بمياه من النيل لتحقيق استقرار العرب الرحل ومحاربة التصحر الذي بات يهدد مستقبل الزراعة، وقال العطا إن اشراك المجتمع في التنمية واعادة ترتيب الاولويات يجيء وفقا لاولويات المواطن الذي سيشارك في التنفيذ وتحمل مسئولية النجاح والفشل، مؤكدا في خاتمة المقابلة أن النيل الابيض في امس الحاجة لرؤى واضحة تضع حلولا لكافة القضايا الجوهرية ونبذ العقلية التي تروج لشيطان بحر ابيض أو لعنته المستديمة.!!