(أن أسعى لإتقان عملي ونماء علمي أسخره لنفع الأنسان لا لأذاه.. أن أعمل للارتقاء بمهنتي وتقدمها وأن أوقر من علمني وأعلم من يصغرني وأكون أخاً لكل طبيب يجمعني به هذا القسم). { وقسم الأطباء طويل ومتين اقتطف منه هاتين الفقرتين لتلخيص مضمون إعلان المجلس الطبي للائحة تدرّج الاختصاصيين. { حيث أن المجلس الطبي يسعى لتطوير مهنة الطب في السودان لضمان تطور الخدمات الطبية للناس. { والناس لا يهمها بشكل خاص أمر لائحة التدرّج بقدر ما يهتمون باللافتة المعلّقة على ناصية عيادة جانبية، مضيئة توضح درجة الطبيب الذي سيتعالجون عنده، هل هو فقط (اختصاصي) أم (استشاري) أو طبيب عمومي.. وقد كثُر أمر العيادات هذا بشكل مزعج. { واللائحة التي ناقشها الأطباء الأسبوع الماضي بمركز التدريب المهني المستمر تحوي السنوات التي يتجاوزها الطبيب ليصبح اختصاصياً، ثم اختصاصياً أول، ثم استشارياً.. كما تتضمن الكراسة التسجيلية لنقاط الطبيب التي يجب أن يحصل عليها خلال تلك السنوات لضمان اجتيازه كل مرحلة. { وهي النقاط التي تداولها الأطباء بين رافض ومؤيد ومدقق لمسألة الحصول على النقاط في ثلاث سنوات قد تقل منها إذا كان الطبيب ساعياً لإتقان عمله ويرتقي بمهنته كما أقسم. { وجانب آخر أخذ وقته من التدوال، وهو هل سيصحب هذا الترتيب التدرّجي تراتيب وظيفية واجبة من الخدمة المدنية ووزارة العمل، أم هو تطوير للطبيب نظري لا علاقة له بالمادي؟؟ { والطبيب عموماً أصبح أمره يشكل نقاط نقاش مستفيضة داخلياً في كراسة مجلسه الطبي ووزارته، وخارجياً في صفحات الصحف وأخبار النشرات المسائية. لهذا لم يكترث السيد وكيل وزارة الصحة الّلبق د. (كمال عبد القادر) بإعطاء الفرصة للإعلاميين لأن السؤال المطروح عليه منذ حين غير يسير هو ما الحل للإضراب؟؟ وكافة الأسئلة المتعلقة به كفعل والمعلقة عليه كردود فعل. { إن اللائحة اللازمة لتبيين درجات الطبيب مهمة في تطور الطبيب، وإلزامه بمواكبة الجديد في مهنته التي لا يتوقف البحث والتطوير فيها لما ينفع الناس، ومهمة ليعرف الناس كذلك تدرّج الطبيب الذي يتكفل بعلاجهم حتى لا تختلط الدرجات والوصفات. { إن مهنة الطب، مؤخراً في السودان، تتعرض للكثير من التساؤلات والتجاوزات والمساءلات التي تلزم المجلس، الطبي كمسؤول عن أمر المهن الطبية، أن يبيِّن ويجاوب ويتصدى لكل ذلك بما يعيد لمهنة الطب رونقها ووقارها ورفعتها القديمة، وبالضرورة ثقة الناس بها. { لأن مقام الحديث الآن تسيطر عليه اللائحة، ورغم أنني اتخذت وقتا طويلاً لفهمها فقدرتي الاستيعابية ضعيفة فإن التطرق للجديد في الصراع بين الأطباء والوزارة والمجلس سيبدو مضافاً إلى اللائحة مجروراً على نية المجلس للتطوير. { لذلك سنجتهد في الدعاء بأن يجعل الله من إعلان اللائحة سبباً مباشراً لإعلاء الحق في المهنة المهمة لحياة الناس، وأن تكون الكراسة التي يجتهد الطبيب في تجميع نقاطه فيها لمنحه صفة مميزة أمام وصفه الأول كطبيب، من عمليات وتغييرات ومؤتمرات وتدريبات، ...إلخ، أن تتضمن نقاطاً تتعلق بعلاقته بمرضاه وأمراضهم ومكان عمله. { وأن تتضمن كمدونته الطبيعية كما وصفها السيد وكيل وزارة الصحة الوصفات الإنسانية اللازمة له كطبيب يعالج كل الناس بلا تمييز كما أقسم أول ذات مرة.. وأن تحتوي الكراسة على هامش نقاطها على المحفز المناسب للذي يجتهد، وعلى العقوبة الرادعة للذي يتقاعس.. وفي آخر أيام السنة يتدرج هو عتبة أخرى في سلم ارتقائه المهني.. وتتدحرج رقابنا من على أعمدة لافتات العيادات باحثين عن الأفضل لتقبع في سرير المستشفى الحكومي مجاناً وبكامل الرضا والشفا.