ظهرت في الأيام القليلة الماضية وجوه متعددة تنتهك باسم الوطن وتنهب باسم الوطن وبأشكال متعددة وبأساليب مختلفة وموجودة بكثافة في دول الخليج العربي بحجة بناء المساجد والمدارس والمستشفيات وتدعي أنها تعمل تحت إمارة منظمات خيرية تعمل من أجل السودان وتحمل هذه المجموعات «الانتهازية» في عباءات قادتها أختاماً وأوراقاً مروسة وثبوتية وتقدمها إلى الجهات الخيرية في دول الخليج العربي بقصد بناء المساجد في المناطق النائية من أطراف السودان ولكن لم تظهر المساجد والمستشفيات ولا حتى دور التعليم ولأنهم لصوص محترفون في الغش والخداع؛ ينتهزون سمعة السودان وشعبه الذي يقيم الصلوات في المساجد ويخرج زكاته ويؤدي فرائضه كاملة دون نقصان، لذا فهذه المجموعات تمثل خطراً حقيقياً، وبما أنهم عصابات محترفة تسرق وتنهب باسم الدين؛ لم يراعوا حرمة بيوت الله التي يسرقون باسمها بحجة أنهم خيرون فانعدمت منهم الرحمة وسقطت من قلوبهم كلمة التوحيد فصاروا ذئاباً متوحشة تقضي على الأخضر واليابس باسم السودان متناسين تماماً أنهم يمزقون سمعة البلاد وكرامتها، في دول الخليج العربي والدول الأخرى، بعد أن كان يشهد للمواطن السوداني بحسن السيرة والأخلاق والوفاء والأمانة ولكن هؤلاء الذين يدوسون كرامة السودان هم مجرد أصدقاء لعلي بابا الذي كنز أموال الحكام والأمراء دون مراعاة مصدرها أكانت حلالاً أم حراماً فجمعها بكافة الأساليب والطرق. وهؤلاء موجودون بكثرة وفي كافة المدن السودانية التي لا تخلو من أمثالهم ولأنهم باختصار مجرد عصابات مستشرية داخل البلاد وخارجها يعملون فقط من أجل مصالحهم يجمعون المال بغض النظر عن كيفية الحصول عليه، يخدعون الملوك والأمراء وأثرياء العرب بأساليب مختلفة مرة باسم منظمات طوعية تعمل في دارفور ومرات عدة بأسماء جمعيات تعمل من أجل أهالي جنوب السودان. إن ما تم جمعه عبر آليات ومنظمات المجتمع المدني ووزارة الشؤون الإنسانية لصالح أهالي دارفور النازحين في المعسكرات في خمس سنوات لهو جدير بأن يحدث تنمية وعمراناً في مناطق دارفور وغيرها حتى تصير من أفضل مدن العالم وكفيل بعيش شعب دارفور في رفاهية ونعيم لأعوام وأعوام. إن المجموعات التي تسرق خيرات الوطن وباسمه هم أشخاص يعيشون بيننا شيدوا العديد من المنازل الفخيمة وامتلكوا السيارات الليموزين الفارهة التي تمر صباحاً ومساء في شوارع الخرطوم فلم يخافوا عقاب ربهم ولا عقاب السلطات الأمنية لأن الحكومة جزاها الله خيراً مشغولة بقضايا الانتخابات والمفاوضات وغيرها. إن أصدقاء علي بابا كثر، انعدمت فيهم روح الإنسانية وقلت فيهم شيمة الغيرة على الوطن وسقط من قلوبهم. الوطن الذي يجب على الجميع الوقوف من أجله عند سماع نشيده القومي الذي يحفظه الجميع عن ظهر قلب، بعكس الدول العربية الأخرى التي تعشق الوطن حتى النخاع فلم يرضوا أن يسيء أي شخص للوطن مهما كان وبعكسنا نحن شعب السودان الذي مل كلمة الوطنية فانعدمت فينا وأصبحنا لا نطيقها، إن الدول الأخرى التي تعلق أعلامها في جميع دور الحكومة من وزارات ومدارس ومستشفيات وجامعات تحترم العلم الذي يمثل عنوان البلاد، ويكون نظيفاً من أجود أنواع القماش، أما نحن فدونكم الوزارات والمدارس فانظروا صورة علم السودان! إن انعدام الوطنية ليس في القلوب ولكنها انعدمت من المناهج الدراسية الموجودة في الكتاب المدرسي فأصبح الجميع يسخط على الوطن، أي شعب أنتم يا هؤلاء؟ تسيئون للوطن وهو البيت والدار والأمان والملاذ الذي يقصده العائد عندما يعود. إن انعدام الأمانة والأخلاق يعالج بالتنشئة السليمة حتى لا يصير الجميع «علي بابا» ولأن المجتمع له دور كبير في ذلك لإخراج جيل سليم معافى يحترم حقوق المواطنة دون المساس بسمعة البلد والنهب باسمها، وغياب الدولة عن محاسبة هؤلاء سيخرج العديد من الجينات المشوهة التي تخلق المزيد من العبث والنكران الذي يسيء للبلاد. فعلى الجميع محاسبة النفوس والضمائر داخل كيان الأسرة الواحدة وتطهيرها من كل العيوب حتى يستقيم الأمر ويصبح الحال أفضل مما هو عليه (وعندها نقول للجميع فزتم ورب الكعبة).