كشفت الحكومة عن إبلاغ المبعوث الأمريكي الخاص للسودان اسكوت غرايشن ضرورة إحالة ملف سلام دارفور إلى ما بعد الانتخابات وأن تتولى الحكومة الجديدة المنتخبة النظر في مباحثات السلام وكيفية التعامل معها حال عدم التوصل إلى اتفاقية سلام نهائية قبل الانتخابات. وحاصر غرايشن الحكومة بالتساؤلات عن أسباب تلويح بعض القوى السياسية المعارضة بمقاطعة الانتخابات. وعرض غرايشن كيفية مساعدة الإدارة الأمريكية للسودان لمعالجة القضايا التي أثارتها قوى المعارضة التي لوّحت بمقاطعة وتأجيل الانتخابات. في الأثناء نفت الحكومة وجود وساطة مع المعارضة تحت رعاية أمريكية، وأبلغت الحكومة غرايشن رفضها تهديدات حركة العدل والمساواة للانتخابات. وقال مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور د. غازي صلاح الدين في تصريحات صحفية بديوان الحكم الاتحادي عقب لقائه المبعوث الأمريكي أمس «الخميس»، قال إن المبعوث لم يقدم مقترحات محددة وإنما جاء للاستماع للأطراف السياسية في الحكومة والمعارضة لتقدير الموقف وتكوين وجهات النظر الأمريكية بالنسبة لصانع السياسة الأمريكية واتخاذ الموقف الأمريكي حول الأوضاع في السودان. وأكد غازي عدم وجود مبررات لوساطة أمريكية، وأضاف أن قنوات الاتصال مع القوى السياسية لم تغلق. وقلل غازي من مبررات الحركة لسحب مُرشّحها من الانتخابات، وقال إذا كان المنطق الذي استخدمته الحركة في الانسحاب كان ينبغي أن ينطبق على بقية المُرشّحين. وقال غازي إن غرايشن عبر عن قلقه من خروقات حركة العدل والمساواة، وأضاف نبّهنا المبعوث إلى تلويحات رئيس حركة العدل د. خليل إبراهيم باستخدام العنف وأنه يتناقض مع البروتوكول والاتفاق الموقع مع الحركة، وأشار إلى أن أي مطلب يمكن إحالته لمفوضية الانتخابات حال كان عادلاً ينظر فيه، وجدد قيام الانتخابات في موعدها لعدم وجود مبرر لتأخيرها أو تأجيلها، مبيناً أنه لم يتناول موقف حزب بعينه بل رؤية وتساؤلات كل الأطراف السياسية تجاه ما جرى.