شهد اليوم الثاني للاقتراع هدوءاً نسبياً ساد جميع المراكز. وفي شمال أم درمان تباينت شكاوى بعض المرشحين ووكلائهم ضد وكلاء المؤتمر الوطني في الشق التنظيمي. { خيمة مخالفة ففي الدائرة (14) الثورة شرق احتج مرشح حزب الإصلاح الوطني لمقعد والي الخرطوم على وجود خيمة المؤتمر الوطني في مسافة قريبة من أحد المراكز، ولكن مسؤول المفوضية القومية للانتخابات بالمركز أمر بإبعادها للمسافة القانونية وهي (500) متر ونفذت السلطات قراره وتم ترحيل الخيمة في امتثال تام من وكلاء المؤتمر الوطني لقرارات المفوضية. وفي أحد مراكز الدائرة احتج مرشح ووكيله على وجود عربة مهجورة بالقرب من مركز الاقتراع عليها ملصقات تحمل صورة مرشح الرئاسة عمر البشير ومرشح والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ومرشح الدائرة عن المجلس الوطني الفادني، فقام ضابط الانتخابات بتحويلها الى مكان بعيد بكل الصور التي تحملها لأن الحملة الانتخابية انتهت. { مريلة وفي الدائرة (48) احتج مرشح على فتيات ينظمن حملة المؤتمر الوطني الخاصة بالاقتراع وهن يلبسن (مريلة) عليها صورة المرشح للرئاسة البشير فأمر ضابط المفوضية الفتيات بخلع المرايل فوراً إن كن يردن الوجود حول المركز وإلا عليهن الخروج الى مسافة واحد كيلومتر من المركز فما كان من الفتيات إلا أن خلعن المرايل وواصلن توجيه ناخبات المؤتمر الوطني. { مجنونة حزب أمة وفي دائرة أم درمانية أخرى سارت (امرأة) وسط الخط الفاصل بين طريقي الأسفلت وأخذت تصيح بحياة الإمام الصادق المهدي وتبارك له الرئاسة، وصبّت جام سخطها على معارضيه في أهزوجة من تأليفها وإخراجها قابلها بالضحك كل من مرت أمامه. { شاعر مؤتمر وطني شيخ عرب آخر انتبذ مكاناً قصياً من أحد مراكز الاقتراع وأصبح (يدوبي) بأبيات شعر في حق البشير، وتحلّق حوله عدد من منسوبي المؤتمر الوطني وكان بعضهم يقفز عالياً ثم يعود للأرض وهو يهز بيمناه، وردد شيخ العرب أبيات شاعر المؤتمر الوطني فائز عبد الله سعيد واصفاً مرشحه للرئاسة بقوله : (قرقار لي مراقد الفيلة مين يصطادك) { سرقة ناخبين وفي أحد مراكز الاقتراع بالثورة استفاد أحد مرشحي الأحزاب المناوئة للمؤتمر الوطني من سيارات الحزب حيث وضع ناشطاً من ناشطيه في كل حافلة مؤتمر وطني تجوب الأحياء لتأتي بالناخبين، وعمد هؤلاء الناشطون الموالون لذلك الحزب لغسل رؤوس النساء اللائي يتم حملهن بأن الشجرة للرئاسة والشجرة أيضاً لوالي الخرطوم ثم رمز (...) للمجلس الوطني وهو رمز المرشح الذي يعمل الناشطون في حملته الانتخابية. هذا المرشح قال ل(الأهرام اليوم) إنه سعيد بما قام به لأنه عانى كثيراً من منافسه على مقعد المجلس الوطني بالدائرة التابع للمؤتمر الوطني، وأضاف (بي عرباتهم بملأ صندوقي).