لقد حان الوقت، ودنا الأجل، وصار قاب قوسين أو أدنى من الجدول الزمني المحدد لانتخابات تعد الأولى من نوعها في تاريخ البلاد الانتخابي، بل تعتبر هذه الانتخابات المحك الحقيقي للنخب السياسية في البلاد؛ وذلك لما طرأت عليها من مستجدات لم تكن موجودة من قبل في الواقع الانتخابي بالسودان؛ نسبة للوعي الشعبي الحقيقي بالعملية الانتخابية مقارنة بالسابق ثم كثرة المرشحين هذه المرة تحديداً مما يدل على ممارسة الديمقراطية بصورة أوسع من السابق إضافة إلى ذلك؛ المرحلة الحساسة الحرجة التي يمر بها الوطن بسبب تربص الغرب به ومحاولة تمزيقه ومن ثم تقسيمه إلى دويلات لتسهل السيطرة عليه وعلى موارده وثرواته المتعددة كالبترول والمياه العذبة والأراضي الصالحة الخصبة مستغلاً القوانين الاستعمارية الجديدة التي ابتكرت بعناية فائقة من الغرب خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية وأذنابها عبر آلياتها الكثيرة كمجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المستترة خلف الأسماء والشعارات الإنسانية الزائفة حتى تؤدي ما هو مناط بها على أكمل وجه ومن غير علم الشعوب المتخلفة «طبعاً العربية والأفريقية للأسف الشديد» والانتخابات إحدى هذه الفرص التي تحقق هذه الأغراض الإستراتيجية أو على الأقل تسمح بتحقيق عدم استقرار السودان وزعزعة أمنه حتى لا يرتقي ويصل إلى مصاف الدول العظمى بعد أن أثبتت جميع الدراسات الإستراتيجية أن السودان قطر مهيأ لذلك نسبة لما يمتلكه من مقومات كبيرة ونادرة لا تتوفر إلا لدول ذات قيادة وريادة، أضف إلى ذلك نوعية الشعار المرفوع في السودان شعار الشريعة الإسلامية، الشعار الأسوأ لدى الدول الغربية تاريخياً، فكل هذه الأسباب مجتمعة جعلت الغرب يركز على وضع العراقيل وبث الفتن بين أبناء الشعب السوداني تارة في الجنوب وتارة أخرى بدارفور والشرق في الوقت الذي يبحث فيه ساستنا وعظماؤنا عن السلطة للسلطة فقط إرضاءً لغرائزهم المريضة بالعشق الأزلي الأبدي لها. فهذه الشرذمة لا يهمها الوطن ولا تحس به ولا بتحدياته الجسام غير أنهم كيف يحكمون حتى ولو كانوا صوراً (كومبارس) كما كانوا أيام كانت السفارة الأمريكية في الخرطوم تحكم بصورة غير مباشرة حتى فقد الحكم هيبته وسودنته إلى أن هيأ الله الرحيم من لا يخشى إلا إياه رحمة بالبلاد وبمواطنيها الشرفاء ألا وهو ابن السودان الفذ المشير عمر حسن أحمد البشير الرجل الحر الشهم الذي أبى أن يركع لغير الله رافضاً الوصاية التي قبلها غيره من الذين جاءوا إلى سدة الحكم في البلاد محققاً ومعيداً الهيبة للسودان وحكامه مجابهاً في ذلك كل الضغوطات الأجنبية بدءاً بالحصار الاقتصادي ونهاية بقرار محكمة الجنايات الدولية حتى أيقن الغرب أن الرجل نوع غير مألوف من قبل ولا جدوى من محاولة تطويعه؛ مما كان سبباً في أن يجن جنونهم ويبذلوا كل جهد في التخص منه ومن نظام حكمه ولكن هيهات هيهات، فإنهم لم يعرفوا نوعية المجموعة التي يحاولون التخلص منها ومن قائدها الهمام الذي كسر كل القرارات والوصاية السابقة العديدة كعدم استخراج البترول إلا عند التوقيت المحدد الذي يفيد الشعب الأمريكي لا السوداني، فلذلك قوي العداء من الغرب للسودان وحكومته متمثلاً في رئيسه وهذا ما يدل ويثبت أهلية البشير واستحقاقه لقيادة البلاد وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر وحقود وحقيقة أن الواقع الذي تعيشه البلاد يقتضي من الساسة أن يترفعوا عن الصغائر والمصالح الشخصية الضيقة إذا كانت لهم غيرة حقيقية على الوطن وإلا سيصبح السودان صومالاً آخر، لا قدر الله، وهم السبب في ذلك وليعلموا أن التاريخ لن يرحم أحفادهم من بعدهم فلذلك وبكل وضوح وبدافع الخوف على الوطن وحباً لترابه نتمنى فوز البشير لأنه الأنسب والأجدر لقيادة سفينة السودان لبر الأمان مع إجراء بعض التعديلات والتغييرات في حكومته وبطانته الحالية كإشراك بعض الشخصيات الصادقة المفيدة من الأحزاب الأخرى ليستقيم الظل وينمحي الغبن وتذهب الفتن ليستقر بال حكامنا ليتهيأوا ويسعوا من أجل إيجاد وسائل تريح الشعب الصابر من المعاناة الطويلة التي عاشها منذ الاستعمار وحتى يومنا هذا بسبب الرسوم والضرائب الباهظة الملقاة على عاتقه وهذه واحدة من أسوأ مساوئ نظام الإنقاذ بل العامل الوحيد الذي يحول بين موالاة الشعب السوداني للإنقاذ وهذا لا يقلل ولا يتنافى مع وجود الإنجازات الكثيرة الظاهرة التي لا تحتاج لمن يعكسها فهي تتحدث عن نفسها رغم مكابرة الأعداء والمتربصين وإنكارهم لها ولكن لا غرابة فأحياناً «قد تنكرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ.. وينكرُ الفم طعمَ الماءِ من سقمِ». وهناك حقيقة يجب أن يعلمها جميع المرشحين ومن ولاهم، بأن البشير هو المرشح الوحيد بين كافة المرشحين الذي يتفق عليه أغلب أهل البلد لتمتعه بصفات نادرة لا توجد في سائر المنافسين أهمها حب الوطن والتفاني من أجله بصورة متناهية وقد ظهر ذلك عملياً في إنجازاته التي تقف سامقة وشامخة في كل ولايات السودان لا سيما العاصمة الخرطوم وقد اعترف بذلك الأعداء «والحق ما شهدت به الأعداء». وهناك أمر مهم أريد أن أطمئن به القارئ الكريم وهو أن البشير هو الرئيس في كل الأحوال لا محالة وما الانتخابات إلا زيادة خير تثبت وتؤكد عظمة هذا القائد الحر. وقد اتفق جميع الخبراء والمحللين السياسيين على نتائج الانتخابات وهي فوز البشير واكتساحه لها مستندين في ذلك على عدة عوامل منها ضعف إمكانية بقية المرشحين وأحزابهم مقارنة بالحزب الحاكم الذي يمتلك البرامج والقيادات وتجارب طويلة تؤهله للتميز على سائر الأحزاب الأخرى خاصة بوجود مرشحه القوي للرئاسة عمر أحمد البشير وحقيقة إن حملته الدعائية للانتخابات أكدت قبول الشعب والجماهير به بصورة قاطعة للشك ومخيفة للمنافسين، وعموماً أن البون شاسع بين القائد الحقيقي والذين يحاولون القيادة (ويا خبر اليوم بفلوس بكرة يبقى ببلاش). وآخر ما نتمناه ونكتبه أن يحفظ الله العلي القدير هذا السودان من كل عدو متربص يحيط به وبأهله الطيبين الأخيار. والله من وراء القصد وهو على ما أقول وكيل.