اعتبر المراقبون الدوليون للانتخابات السودانية التي انطلقت في (11) أبريل الجاري خطوة كبيرة إلى الأمام، وقالت رئيسة بعثة مراقبة الاتحاد الأوروبي فيرونيك دي كيرير إن هذه أول انتخابات عامة في السودان منذ (24) عاماً وتعتبر خطوة إلى الأمام. وهو ذات الاتجاه الذي ذهب إليه الاتحاد الأفريقي عندما أعلن على لسان رئيس المفوضية الأفريقية جان بينج في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا قائلاً: إن تنظيم الانتخابات في أفريقيا دائماً ما يكون صعباً والسودان ليس استثناء. مشيراً إلى أن مساحة السودان بوصفه أكبر دولة في القارة الأفريقية إضافة إلى الأوضاع المتدنية للبنية التحتية تعني زيادة المشكلات. ومضى بينج يقول «عموماً، شعر المراقبون في الانتخابات التي تجري في السودان بعدم وجود صعوبات» فيما أكد العديد من المراقبين أن الانتخابات التي انطلقت في 11 أبريل حظيت بإقبال كبير من الشعب السوداني، الذي توقع له الكثير من المراقبين عدم الإقبال عن صناديق الاقتراع، خاصة عقب مقاطعة العديد من الأحزاب وما صاحب ذلك من شعور بالخوف والحذر من اندلاع أعمال عنف، الأمر الذي دفع بالسلطات المتخصصة في تأمين الانتخابات للكشف عن خطتها للعملية الانتخابية خلال عرض عسكري للشرطة الذي من خلاله رمت إلى طمأنة المواطنين والناخب السوداني. يبدو أن حقائق الواقع أكدت أن الشعب السوداني أظهر انضباطاً كبيراً يؤكد مقدرته على التعامل مع قضاياه بوعي وشعور وطني وهو ذات الاتجاه الذي أشار إليه الشيخ علي أحمد سليمان رئيس هيئة إحياء النشاط الإسلامي بأن الشعب السوداني أبرز وجهه المشرق وأنه شعب يحب السلام والديمقراطية من خلال هذا الأقبال الكبير على صناديق الاقتراع والحفاظ على الاستقرار والانضباط. وأضاف سليمان أن الساحة السياسية ظلت في حالة ترقب، وتخوف لفت الانتباه العالمي، فهناك من يتحدث عن تجربة كينيا، إلا أن الشعب السوداني أكد للعالم أنه شعب يحب السلام، بل يحب وطنه وأرضه. وسليمان هو رئيس هيئة إحياء النشاط الإسلامي التي تأسست في عام 1974 وهي هيئة عملت على نشر دعوة السلام والمحبة بين أبناء هذا الشعب فالتفت حولها كل أطياف الشعب السوداني وعملت في جنوب كردفان وجنوب السودان والنيل الأزرق وهي مناطق متأثرة بالحرب التي اندلعت ما بين الجنوب والشمال طيلة عشرين عاماً. وقال سليمان إن الأحزاب السياسية هي التي كادت أن تهيء البلاد للانفلات من خلال تصريحات صحفية عدة تحذر من تجربة كينيا الأمر الذي خلف شعوراً قوياً لدى الناس بأن ثمة شيء سيحدث ولكن حقائق الواقع أثبت العكس، مشيراً إلى أن الأحزاب السياسية بنت تقديرتها على عوامل بعيدة عن الواقع فمنها من اعتمدت على الضغوط الخارجية لتفرز واقعاً يمكنها من تحقيق نتائج ترغب في تحقيقها من خلال هذه الانتخابات، وآخرون علقوا آمالهم على الدعم المالي المقدم من المفوضية، إلا أن كل هذه الأشياء لم تحدث لذا تراجعت إلى المقاطعة، خاصة عندما اكتشفت أنها لم تحظ بقبول جماهيري كبير يمكنها من الفوز، وناشد سليمان كافة الأحزاب السياسية والمنافسة بأن تعتمد على نتائج الشعب وتقدر مجهوداته وتقدم له الخدمات وقال «نحن في هيئة الإحياء الإسلامي نعمل على نشر الوعي الوطني من خلال قيم الدين ولدينا أكثر من 40 مركزاً بالخرطوم تعمل في تعليم الناس كما لدينا مشروعات اقتصادية صغرى للمواطنين لرفع المعاناة عنهم»، كاشفاً عن أن الهيئة التي تأسست في عام 1974م حظيت بدعم واهتمام عالٍ وكبير خاصة أنها تلقت دعماً من الرئيس الراحل صدام حسين والملك فهد والعقيد القذافي، داعياً إلى نبذ روح التفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد مبيناً أنهم ظلوا يعملون من أجل حل قضية دارفور منذ ثلاثة أعوام وفق منظور إسلامي يضع حداً لتجاوز الخلافات وقال إن الشعب السوداني قادر على تجاوز خلافاته وسيقدم صورة نموذجية للعملية الانتخابية في السودان تقتدي بها القارة الأفريقية التي تخطو نحو الديمقراطية.