والعنزان تنتطحان في أنّي سراب أم حجر عشب طري.. أم شرر هذا الخريف تغيّر الديكور خلف عباءتين فصفق الديكور للجمهور واشتعل المطر الشاعر: عبد القادر الكتيابي والأستاذة الزميلة صباح موسى تجري اتصالاً.. هاتفياً من القاهرة بالأستاذ كمال عمر، والأستاذ عمر (لمّا) يلتقي بالإعلام لا يترك (نفساً ساخناً) في صدره ألا وأخرجه، قال الرجل، لا فض فوه، إنهم يذهبون لا محالة إلى ثقافة (الثورة الشعبية)، النزول إلى الشارع، ليتغيّر النظام، غير أن الرجل يستدرك ويقول، أن قطاع الشمال بالحركة أصبح ضعيفاً جداً حالياً، وذلك برغم المجهودات التي يبذلها ياسر عرمان وباقان أموم، وأن هنالك إضعاف متعمداً لهما داخل المكتب السياسي للحركة. موضحاً أن مشروع (السودان الجديد) تحوّل الآن إلى تفكير في الانفصال، والرجل كمال عمر الذي (يقنع من خيراً في ياسر عرمان وباقان)، يعود ويقول إن المعارضة ممثلة في أحزاب (الشعبي، والأمة، والاتحادي، والشيوعي) هي من يضطلع بتلك المهمة و..و.. ٭ وأُذكر الأخ المحامي الأستاذ كمال عمر بأن (الثورة الشعبية) لا تُصنع بأمر من بعض الرموز حسب رغباتهم ومزاجهم، وإنما (الثورة الشعبية) يصنعها الشعب، والشعب قد قال كلمته عبر صناديق الاقتراع، والشعب اختار، وإلا أن المعارضة، في هذه الحالة هي من يسعى لتزوير إرادة الشعب، (ياخي الشعب ما دايركم) وهذا وبصريح العبارة ما قاله الشعب عبر صناديق الاقتراع ثم أن الثورة الشعبية العارمة التي قوامها الملايين بطول السودان وعرضه قد حدثت عبر الأطر الديمقراطية المشروعة، وقد حدثت وأتت بالزعيم عمر البشير، رئيساً منتخباً لهذه المرحلة، ومزوداً (بالأسلحة الجماهيرية). ٭ أخي الأستاذ كمال عمر، الرأي عندي، أن نلزم العقل والرشد وأن نعمل من الآن إلى الانتخابات المقبلة، فالمؤتمر الوطني: حسب إفادات الدكتور عبد الرحمن الخضر للإعلام، قد ذهب في تشكيل لجان الانتخابات 2014من الآن، وبهذا لا نخشى عليكم خروجكم من هذه المرحلة، ولكن نخشى عليكم من انتخابات 2014م، ولا أستبعد، والحالة هذه أن ينهض رجل من وسط هذا الركام الشاهق للفشل، ليقول إن انتخابات 2014م ستكون مزورة! ٭ وأن عمليات (صناعة الجماهير) تحتاج لشيء من المصداقية. فالمؤتمر الشعبي وعلى لسان زعيمه الدكتور الترابي قد زوّد الساحة السياسية بشهادتين متناقضتين في ظرف يومين، يوم قال فيه (إنها انتخابات نظيفة)، ولما رأي الأمور تسير إلى غير وجهتهم، عاد وقال (إنها مزورة ولن نقبلها)، وهذا الارتباك يفقدكم كثير من المصداقية والإحترام وكثير من الجماهير، الجماهير التي تصنع بها (الثورات والانتفاضات)!