تعج حياتنا بالكثير والمثير من الأشياء التي نعجز تماماً من الانفكاك من مداراتها، ويشهد إنسان العصر كل هذه التحوُّلات وهو يقف حائراً فيما يفعل حيال كل هذا الزخم من التداخلات التي تفجِّر في ذهننا الأسئلة غير متناسين الإجابات التي تفصح بها.. دخولنا إلى زمن العولمة أتاح لنا أن نرى البطالة والفقر، وأن نرى في ذات الوقت الشركات الضخمة والاندماج لمجموعات منها فضلاً عن تقاصر ظل الدولة في مجالات كالتعليم والصحة والخدمات. مع هذه الشلالات الدافقة من الأحداث وقفت (الأهرام اليوم) مع البعض مفنّدة الأشياء التي تُحاك لإقصاء الإنسان، فماذا قال من سألناهم في إفاداتهم لنا؟: { لو حدثت المعجزة عاصم مبارك أستاذ جامعي، أوضح أننا نعيش زمن هائل ومعبأ ببارود الأسئلة المتشظّية التي تواجهنا بمجرد أن نعبر رصيف هذا العصر المتلاطم الأمواج، فلم يعُد إنسان العصر قادراً على تحقيق أبسط أحلامه، وأشار أن مرض العصر الذي أصاب الكثيرين هو الخيبة في تحقيق الأحلام! وأضاف: إن الضعف الذي يكمن في آلية تحقيق ما نحلم به يصيبنا بالموات البطئ. واستطرد أننا نقوى حين نحقّق جزءاً من هذه الأحلام، فكيف لو حدثت المعجزة وتحققت كل الأحلام المؤجلة؟!. أما إبراهيم الزاكي مصطفى فقال أنا مع عصر العولمة وما أحدثه من نقلة في الاقتصاد الحُر، ولكن ليس مع سياسة الخصخصة التي تشرِّد العديد من العمال من أماكن عملهم وتجعلهم بين ليلة وضحاها عاطلين عن العمل. وأشار إلى أنه بغير تحقيق الأحلام نظل نرزح في نير الأوهام والأيام تضيع بين أيدينا ونكتشف بعد قليل أننا نسرق لحظات من حياتنا دون أن نعي، أما طوابير العاطلين عن العمل، فإن للدولة دوراً في تحسين أوضاعهم خاصة أن المستحيل أصبح متاحاً. وأبان أن على الذين لم يضعوا في حساباتهم العيش في هذا العصر ألا يتباكوا من قسوته. وأكد د. أبوزيد إسماعيل أن (اندغامنا) في برامج العولمة ربما يفيدنا في قراءة ما سوف يأتي من أحداث، إلا أن تحقيق الأحلام المؤجلة لا ينطوي على رؤيتنا المسبقة لهذا الموضوع في جوانبه التفصيلية، وأضاف: أتوقع أن تحدث معجزة تفجّر كل الأمنيات المعلّقة وتأتي بالخير على البشرية. فالآن تحكم العالم كله (العولمة) بمؤسساتها الاقتصادية، ملوحاً على أن تحقيق أحلام العاطلين عن العمل والخريجين لا يحتاج إلى (عصا موسى) بقدر ما يحتاج إلى ذراع الدولة لنشلهم من هذا المستنقع الذي لا يسمعون فيه سوى نقيق الضفادع. وترى د. إلهام عبد الله خميس أن لكل منا أحلام مؤجلة وتحقيقها يصعب في بعض الأحيان (فالفلوس) وحدها لا تحقق حلماً ولكن معظم الناس يسعى في لهث مستمر إلى اللحاق بهذه القاطرة عسى ولعل أن تصل بهم إلى الضفاف الأخرى بأقل خسائر. ولكن الفلوس وحدها لا تصنع حلاً ولا تحقق جزءاً من حلم نعيشه طول العمر. وقالت نسرين الماحي إن إنتاج أحلام للبيع وبمقاسات مختلفة سهل جداً، ولكن شراؤها مكلّف لأن تنفيذها أو تحقيقها يحتاج إلى آلية كُبرى، فالمال ليس أحد هذه الشروط، ولكن به وأشياء أخرى يمكن أن نحقّق أحلامنا ونكتب آثارنا ونمضي.. وأبانت أحلامنا كثيرة تحقيقها رهين في ظل ظروف قاسية لا يساوي غير أننا نخسر المعركة لحظة تفكيرنا في العبور. اختصاصية علم النفس سلافة عثمان قالت: إن عصر اليوم يمارس أحلامنا بسرعة مثل ايقاعه تماماً. ونحن كبشر نحلم بتحقيق أحلام نصبو إليها مهما كلفنا ذلك من جهد أو ثمن ولكن مع ذلك ليست كل الأحلام نطولها، فنيل المطالب ليس بالتمني بل تؤخذ الدنيا غلابا. واستطردت أجيال من الناس يتمنون تحقيق أحلام مؤجلة وهم في محلك سر، فلابد من الحركة، نعم ليس هناك مستحيل تحت الشمس إلا أننا لا بد من استعمال العقل في فتح الأرصفة التي نعبر بها إلى قرص الشمس بل العزيمة والإصرار حتى ولو تحقق بعد ذلك حُلم واحد. فإننا قد ربحنا، لذا لا نقنط من رحمة الله. فإن غداً لناظره قريب.