أولاً، سكن السودان في حلق العالم، وحنجرته وأنفه وأذنيه، منذ فجر الثلاثين من يونيو 1989م حين اندلعت ثورة الإنقاذ الوطني، تحمل البُشرى والميلاد الجديد لسودان العزة، وسودان الكرامة والسلام والإسلام. وهي ثورة قادها العميد وقتها عمر حسن، المشير حالياً، الرئيس «الزعيم» عمر حسن أحمد البشير. ومن يومها وقف السودان شوكة في خاصرة العالم الغربي، وأمسك بخناق المتاجرين بقضايا الشعب السوداني، وأصبح السودان ورئيسه البشير على كل لسان، ومضى السودان في مشروعه الحضاري، يبني الصرح تلو الآخر، من الصروح التي أصبحت مفخرة العالم اليوم، وبدأ ثورةً في كل شيء، وفي كل مكان، بل وثورة في داخل إنسان السودان؛ لأن ثورة الإنقاذ الوطني كانت بمشروعها الحضاري تعيد صياغة إنسان السودان ليتخطى حواجز العجز وسدود الكسل والانكسار أمام الطواغيت، لينهض إنسان السودان في ثورة الزراعة التي أعلنها البشير في قضارف الخير والبركة، وإذا بالقمح يُزرع صيفاً، وفي الأرض الطينية، ويدخل مشاريع الجزيرة والرهد والسوكي وخشم القربة، ويبقى أيضاً ضمن العروة الشتوية، ثورة امتدت حتى أعلن عبقري السياسة السودانية الذي دخل البرلمان قائداً لقوائم النسبية بأكثر من ثمانين بالمائة، مولانا القاضي المحامي زعيم الحركة الإسلامية وأمينها العام الأستاذ علي عثمان محمد طه، قيام النهضة الزراعية التي يقود دفتها التنفيذية الدكتور عبد الجبار حسين. شبابٌ ينهض بفقه العزيمة، فإذا بالثورة الزراعية تعلن عن تجاوز أزمة السكر مثلاً إلى فائض، إلى صادر، ومع ذلك كانت لا تزال هنالك يد على المنجل، ويد على البندقية، ويد على القلم، ويد على الفعل، فمن خطة عشرية قاد تنفيذها ممثل دائرة قري في المجلس الوطني الجديد بعشرات الآلاف من الأصوات التي حملته حملاً لقلب برلمان سودان الإنقاذ الجديد، وليعلم الناس أن قري اختيرت بعناية المفكرين ودقة الصانعين لأنها أول مصفاة لبترول السودان الذي تابعه عوض الجاز من هجليج إلى بشائر، وتابعه عوض الجاز كهرباءً من محطات قري الأولى والثانية والثالثة والرابعة حتى وصلت كهرباء السودان إلى بورتسودان، والآن إلى ملكال، وفي طريقها إلى الجنينة!! كهرباء السودان التي أنتجها السودان عنوة واقتداراً وبتوفيق الله وفضله من سد مروي لتصل الشهر الماضي 1250 ميجاوات، أي أن كهرباء السودان في طريقها للصادر، إلى إثيوبيا وإرتريا، والارتباط بخط مصر- سوريا تركيا!! كل هذا حدث، ويوم الميلاد كانت البلاد تخلو حتى من رغيف العيش، والآن يكفي أنَّ أفران الدنيا كلها في السودان، رغيفاً بلدياً ورغيفاً آلياً، ودقيقاً من القمح السوداني يطحن في الخرطوم!! وكان البشير يقف سداً منيعاً، قاتل حتى انتصر وانتزع الانتصار من ميوم وحتى توريت، التي استعادتها قوات الشعب الباسلة والمجاهدون وعلى رأسهم زعيم الجزيرة الآن بلا منازع الزبير بشير طه!! والبشير يصنع السكر والخبز والتبرول والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ويقف سداً منيعاً في وجه الاستكبار، وهنا أنا أتحدث عن البشير الرمز، وليس البشير الشخص.. الذي تحاك ضده المؤامرات فيتجاوزها بالصبر والصلاة، وعصاه، التي أصبحت عصا المشير البشير، الزعيم عمر حسن أحمد البشير، الذي فاز في قلب واشنطن، وفي قلب بروكسل وفي قلب برلين وفي قلب لاهاي، وفاز البشير في الدوحة وطرابلس وبيروت ودمشق والرياض وصنعاء وفي كمبالا ونيروبي. إنه الطريق إلى الزعامة، فلم يعد المشير حسن أحمد البشير مجرد زعيم لثورة غيرت وجه السودان وغيرت إنسان السودان فأعطى صوته لقائد الإنقاذ وقائد السودان الذي أصبح زعيم السودان بلا منازع، وليمت أصحاب الأحقاد بأحقادهم التي قادتهم في انتخابات2010م إلى أصفار الشمال!!