تلاميذ الأساس والثانوي يعيشون فراغاً واسعاً خلال الإجازة الصيفية التي ستنتهي في يوليو القادم. إذ لعبوا الكرة و(البلي) وأقاموا سباقات الدراجات الهوائية والنارية في الأحياء الراقية وفي الأطراف والولايات البعيدة، وانتظموا في سباقات (الحمير والبِغال) و(شرّكوا) للطيور بأنواعها والأرانب واصطادوا الأسماك.. وهذا كله لم يملأ فراغهم .. وقبيل الاقتراع بقليل أقام بعض تجار الخردة مجمعات في العديد من أحياء العاصمة ووضعوا الموازين الكبيرة والعادية وأسمعوا هؤلاء التلاميذ ما كانوا يبحثون عنه (كيلو الحديد الخردة ب3 جنيه والألمونيوم ب4 والنحاس ب 5 جنيهات). بعدها قامت (الحرب العالمية الثالثة) إذ عمد الصبية على تفريغ منازل ذويهم من الأواني والأثاثات وحملوها خفية ووزنوها وباعوها وامتلأت جيوبهم الصغيرة ب(حق) البارد والباسطة والاسكراتش، وللأشقياء منهم ب(حق) السجائر والتمباك وما خُفي أعظم!!. (الأهرام اليوم) تابعت ردود أفعالهم في عيون أولياء أمورهم في هذا الاستطلاع فماذا جرى..؟ صلاح موبايل بالثورة ثار عند سؤالنا له عن هذا السلوك وأضاف لا يمكن أن يخرج رب البيت صباحاً ويعود ليجد (المكوة، وأواني الألمونيوم وكراسي البلاستيك) كلها قد غادرت إلى غير رجعة! وأردف لا يمكن أن يقوم هؤلاء التجار بإغراء صغارنا لأنهم (قُصّر) ولا يمكنك أن ترد البيع لأن تاجر الخردة عندما تصله يكون قد قام (بعجن) كل المشتريات وتهشيمها لأن ما يهمه هو وزنها فقط. رحاب أحمد ربة منزل أشارت إلى أن هذا السلوك من شأنه أن يؤصّل لنزعة السرقة والاختلاس لدى الصغار. وأضافت أن الظروف سانحة ومواتية طالما أن المحلية تترك تجار الخردة يقيمون حظائرهم داخل الأحياء فهم قد جاءوا (لخراب) بيوتنا عبر تفريغها من (العفش). فيما طالبت إشراقة عبد الله السلطات المختصة بوضع ضوابط بأمر محلي ينظم تجارة الخردة يستصحب معه المحاذير والموانع التي تحمي بيوت الأسر من (الفراغ) الصبياني طمعاً في (حق) الحلاوة و(البلي). وأبانت أن والدة صديقتها فقدت ماكينة صنع مكرونة وشعيرية تزن 3 كيلو جرامات كانت قد اشترتها من مؤسسة الأسواق الحرة قبل ثلاثة أعوام بمبلغ 200 دولار أمريكي. ولكنها فوجئت أن ابنها الصغير قد حملها خفية وباعها لتاجر الخردة مقابل تسعة جنيهات سودانية وعندما علمت بالأمر في اليوم التالي ذهبت إليه وطالبته بالماكينة ولكنها عندما رأتها علمت أنه حتى الشركة التي صنعتها غير قادرة على إرجاعها إلى حالتها الأولى فقد أصبحت كتلة من الخردة شديدة التماسك. فيما عبّر العديد من تلاميذ الأساس والثانوي ل(الأهرام اليوم) بأن أولياء أمورهم يبالغون كثيراً في ذمهم وأكدوا أن كل ما يتصرفون فيه هو (اسكراب) وأثاث هالك غير مستعمل لسنوات ويقبع في (الحوش) الخلفي لمنازلهم حتى أواني الألمونيوم والبلاستيك التي تتهمهم أمهاتهم ببيعها أكدوا أنها تالفة ومخزّنة داخل جوالات أو صناديق، وأن الأمهات أبقين عليها لأنها من (ريحة) أمهاتهن أو حبوباتهن غير أن صبي في العاشرة اعترف ل(الأهرام اليوم) أنه باع مكوة والدته بسبب أنها رفضت شراء مكواة كهربائية. وأضاف (بعتها عشان الأولاد بضحكوا فيني وبقولوا لي انتو بتكووا بالفحم). { نزع مميت فني الغاز زايد مالك قال إن الأمر ليس في بيع الأثاثات والأواني المنزلية، وأبان أنه في الأسبوع الماضي أنقذ طفلاً في الثامنة من الموت بعد أن وجده ينتزع سلكاً كهربائياً من أحد الحوائط وكاد أن يُحدث التماساً يودي بحياته. وعندما سأله عن الغاية أجاب الطفل بأنه يسعى لاستخراج النحاس منه ويبيعه لصاحب الخردة لأن كيلو النحاس مرتفع جداً.