{ في بادرة إيجابية مطمئنة تحرّض على الشعور بالفخر والإمتنان، أتت استجابة قطاع الشرطة الجليل لمناشدتي السابقة في هذا المقام، فبعد أن تعرّضت لحكاية المرأة الطيبة الودودة التي لم يهزمها المرض ولا هموم العيشة ولا الخوف من المجهول ولكن هزمها الحنين الجارف لذكرياتها في ربوع الشرطة وراودها العشم الأخضر في أهل «الميري».. فكانوا عند حُسن ظنها بهم وأكثر والحمد لله. { بمجرد أن تم نشر (الإندياح) بعنوان (مناشدة لمدير عام قوات الشرطة) وقبل أن يجف حبر المطبعة من على الصحيفة، سعى رجال الشرطة الأفذاذ للاتصال بي واجتهدوا في الحصول على رقم هاتفي لينقلوا لي عبر الأثير شكرهم المهذّب لأنني سلّطت الضوء على حالة من أفراد الشرطة تستحق منهم الإهتمام معربين عن رغبتهم الأكيدة في زيارة السيدة المعنية للوقوف على أحوالها وتفاصيلها ومعرفة احتياجاتها ليروا ما يمكن تقديمه لها لحل جميع مشاكلها جذرياً. وبعد أن تحصلوا مني على كافة المعلومات اللازمة، تقرر أن أصحبهم في زيارة ميدانية لمنزل (الحجّة) (ع) على ضوء التعليمات الصادرة من سعادة الفريق شرطة محمد الحافظ حسن عطية مدير شرطة ولاية الخرطوم الذي اهتم بالموضوع شخصياً ليؤكد أن الشرطة لاتنسى منسوبيها وكانت المناشدة قد استرعت انتباه أفراد إدارة التوجيه والخدمات بشرطة الولاية الذين حرصوا على رفعها لسعادة العقيد شرطة مصطفى سليمان أبو الحسنين مدير إدارة التوجيه والخدمات في إطار العمل اليومي الذي يحرصون خلاله على رفع تقارير ضافية بكل ما يأتي ضمن الصحف السيارة متعلقاً بالشرطة. وقد قام سيادة مصطفي أبوالحسنين مشكوراً بترفيع المناشدة لسيادة الفريق محمد الحافظ ومن ثمّ جاء القرار النهائي بضرورة تفقُّد الحالة المعنية وإجراء اللازم. { وفي بحر الأسبوع المنصرم توالت عليَّ الاتصالات حتى تمكنت أخيراً من مرافقة نخبة من أفراد شرطة إدارة التوجيه والخدمات بشرطة الولاية على رأسهم الملازم الرقيقة والمتواضعة (أمل حسن التوم) والرقيب أول الإعلامية الحصيفة إنصاف ريس والرقيب شرطة أميرة شاع الدين بروحها المرحة وابتسامتها الحميمة والرقيب شرطة هيثم حامد محمد هذا الشاب المهذّب الخلوق الذي اهتم بكل التفاصيل كما يجب، كل هؤلاء الرائعون رافقوني لزيارة السيدة (ع) التي انهمرت دموعها من فرط الفرحة والإمتنان وهي ترانا ندلف عليها في منزلها المتواضع فاستقبلتنا بحب عظيم وهي تكاد لاتصدق أن عشمها الأخضر في أهلها أهل (الكاكي) قد أتى أُكله.. وأمضى هؤلاء الكرام زمناً مقدراً في تفقُّد أحوالها وبحثوا معها كافة مشاكلها واحتياجاتها حتى وصلوا لحلول جذرية تتمثل في سعيهم الحثيث في إتجاه تعيين ابنها الوحيد وإلحاقه بركب الشرطة الميمون تحقيقاً لحلمها القديم ومحاولة تمليكها مشروعاً منتجاً يؤمِّن لها احتياجات علاجها ومعيشتها ويكفيها شر الفاقة، وقدموا لها إعانة مالية قيّمة مقدارها (500) جنيهاً عبارة عن دعم مباشرة من رئاسة شرطة الولاية. كل هذا ودمعها ينساب ودعواتها لهم تتلاحق وأنا مأخوذة بكل هذا القدر من الإهتمام الذي أشعرني بالتأثير الكبير لأقلامنا الصحافية بصورة إيجابية وبالتأثر العميق بهذه المبادرة الكريمة التي أشارت بوضوح لكون الشرطة أولاً وأخيراً صديقة المجتمع والمواطن، وأنهم حريصون على التعاضد والتعاون فيما بينهم. فالتحية لأفراد شرطة ولاية الخرطوم والقائمين عليها وهذا يدفعني للمزيد من العشم إذ أبدت هذه السيدة رغبتها في الحج وقد وعدها أفراد اللجنة خيراً وأنا بدوري أنقل الكرة لملعب سيادة اللواء شرطة طه جلال الدين مدير الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية على أمل أن يستجيب لمناشدتنا بإدراج هذه السيدة المكافحة الصبورة ضمن فوج الشرطة لحج هذا العام ونعلم أن الرجل صاحب مواقف كريمة ونبيلة، فله ولجميع أفراد الشرطة في بلادي خالص الشكر والإمتنان وفائق الإحترام مع التحية العسكرية. تلويح: شكراً لكل الذين يعملون في صمت وتجرُّد ليؤمِّنوا مداخلنا ويهدهدوا دواخلنا، ويستجيبوا لمناشداتنا بحرص ومحبة.