في الليلة الخامسة من سلسلة «فلنوقر كبارنا الذين أثروا وجدان أهل السودان» التي أطلقها الاتحاد العام للمهن الموسيقية احتفاء بالرواد من أهل الفن؛ احتفلت أم درمان مساء الجمعة عبر تظاهرة جماهيرية كبيرة، بنيل الدكتور الموسيقار محمد وردي نوط الجدارة . وقال نائب الأمين العام للحركة الشعبية رئيس قطاع الشمال الأستاذ ياسر عرمان إن محمد وردي معجون من طين السودان كله، ويمثل امتداداً لسبعة آلاف عام من الحضارة السودانية، وجاء خلفاً لحادي النوبيين الراحل خليل فرح. وأضاف أن وردي تعاطف مع الجنوبيين والنوبيين وأهل الشرق والغرب، لذلك أحبه كل أهل السودان، وهو الذي رقى بالوجدان العاطفي فيهم، وأردف: «ونحن نأتي في هذه اللحظات الغارقة في تاريخ بلادنا مع اقتراب موعد استفتاء الجنوب، نجد أن محمد وردي غير قابل للانفصال؛ لأنه في وجداننا جميعاً». وطالب عرمان كل جموع المبدعين بأن يسهموا في تحقيق الوحدة في ما تبقى من وقت عبر العديد من الأعمال الفنية الراقية. وختم بقوله «وردي يمكنه أن يسهم في وحدة السودان». من جانبه شكر المحتفى به محمد عثمان وردي رئيس الجمهورية الذي قلده وسام الجدارة، وقال «أهدي هذا الوسام لكل الذين علموني». وقدم شكره للاتحاد العام للمهن الموسيقية الذي احتفى به، وقدم شكره لأهل السودان الذين ظلوا يكرمونه دائماً، ولياسر عرمان. وأشار إلى أنه بعد أن غاب عن البلاد لثلاثة عشر عاماً كان مطار الخرطوم الفرحة الأولى، حيث التقاه الآلاف، وثانياً عندما أجرى عملية الكلى وكانت دعوات الشعب السوداني الدافع لعلاجه. رئيس الاتحاد العام للمهن الموسيقية الدكتور عبد القادر سالم قال إن الموسيقار محمد الأمين طالب في 2/مايو بضرورة الحفاظ على وحدة السودان، وأنه يضم صوته إليه وينادي في هذه الليلة التي جمعت الكل ياسر عرمان وأهل الجنوب والشمال والشرق وجموع (الغرَّابة) بالاتحاد بأن تكون هذه الليلة بداية لاحتفالات السودان الواحد الموحد. وقدم نشيد (عشانك وطني.. سوداني). ممثل وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم عماد الدين إبراهيم حيّا رئيس الجمهورية الذي منح الهرم محمد وردي نوط الجدارة، ووعد بليلة شهرية للاحتفاء بأحد الرواد على مدار العام. الأمين العام للاتحاد د. محمد سيف الدين علي، قال إن وردي هو عنوان الفن السوداني، وأبان تفرده في الألحان والتوزيع الموسيقي بأغنية (الود) عام 1968م على آلة الطمبور، وأسهب في شرح تكنيك موسيقاه. وكرمت الإذاعة السودانية والاتحاد العام للمهن الموسيقية ووزارة الثقافة الموسيقار محمد وردي وفني الصوت الرشيد أحمد فضل الله الذي ظل يسجل أعمال المطربين بالإذاعة لأكثر من 40 عاماً. اللحن الشجي: قدم الموسيقار حافظ عبد الرحمن مقطوعتين موسيقيتين، وقصيدة من الشاعر محمد عبد القادر أبو شورة، تلته فرقة عقد الجلاد التي قدمت نوعيتها المتفردة من الغناء وتجاوب معها عرمان ووردي، وانتشى وزير الثقافة والشباب والرياضة محمد يوسف عبد الله وشارك راقصاً، وفعلها مرة أخرى مع عبد القادر سالم الذي قدم أغنية جميلة بمصاحبة فرقة المردوم. الموسيقار محمد وردي اعتلى المسرح وقدم مجموعة من الأغنيات الوطنية وسط صياح الجمهور الكثيف الذي ضاقت به جنبات دار الاتحاد وهي (وطنّا، حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي، يا شعباً لهبك ثوريتك)، وأرسل التحايا عبر الأثير لشاعر الروائع محجوب محمد شريف، وخاطب الحضور «تصبحون على خير» وكانت الساعة تجاوزت الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل.