{ إن التحوُّل الديمقراطي لا يتجزأ، ونعمة الحرية فيه تستصحب معها كل السلطات التي تحوّلها إلى واقع ملموس، مما يعطي مصداقية لذاك التحول ولكن... لابد من التناغم بين أذرع جميع تلك السلطات حتى تردم هوة الهواجس المتمثلة في أن الوجه الإنقاذي الشمولي قد تراجع فاصله المداري، بينما تقدم فاصل أجواء الحرية التي سوف يلمسها المواطن في كثير من المجالات. إذ لا تكفي نغمة الفوز في الانتخابات والعزف عليها من خلال مقطوعة أن المناخ السياسي العام قد حدث فيه تغيير حيث يجب أن يترسخ واقع التغيير حتى ولو بظهور لون طيف واحد من الأطياف المتعددة، مما يفتح آفاق حرية طموحاتها نحو الأفضل، مما يعزز خيار التعددية ويعمق مسار الديمقراطية. { وفي إطار دعم وتعزيز الحريات في المجتمع تجيء حرية الصحافة كواحدة من القضايا التي لها أولوية، ولكن يبدو أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات من خلال لجنتيْ الشكاوى والرصد به، واتحاد الصحفيين ولجنة رصده وشكاواه، قد تناسوا ملفات هموم المهنة وما أكثرها، والتفتوا فقط إلى إصدار «فرمانات» المعاقبة التي تمثلت مؤخراً في لائحة لجنة مساءلة ومحاسبة الصحفيين الصادرة عن المكتب التنفيذي للاتحاد العام للصحفيين السودانيين ومادتها الثامنة التي ركزت على حزمة عقوبات بما حملتها من وعيد وتهديد وسوء خاتمة لكل ممن يسوّل له قلمه الصحفي الخروج على أهداف اللجنة من خلال رقابة «حجاجية» مُحكمة. أما لجنة الشكاوى بالمجلس القومي للصحافة وبناءً على لجنة الرصد بالمجلس بعد شكواها ضد «الأهرام اليوم» استناداً على ما كتبه الأستاذ الهندي عز الدين في مقاله بتاريخ 20/4/2010م لجنة الشكاوى تلك وعلى طريقة «جيب من الآخر» يبدو أن أخف عقوبة وجدتها لتعاقب بها الصحيفة هي إيقافها عن الصدور لمدة ثلاثة أيام وفي بالها أنها سوف تكون «عجافاً» عليها في محاول لتحويل وردة «الأهرام اليوم» المتفتحة إلى وردة ذابلة ولكن.. هيهات. من هنا ينتابنا الشعور بأن هناك مسافة ما بين الطموحات «الرادعة» وما بين قدرة المجلس والاتحاد في الاهتمام بقضايا هموم المهنة، ومن بينها تفعيل إصدار تشريع يحمي ويتيح الحق في الحصول على المعلومات، وإزالة التوترات بين المؤسسات الصحفية ولجان المجلس والاتحاد، وحل مشكلة المواد السالبة للحريات الصحفية في قوانين النشر المختلفة، وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي من خلال شخصيات متفق عليها ومحل تقدير سواء من شيوخ المهنة أو من خبراء القانون والقضاء، ورفع الكفاءة الصحفية المهنية والتكنولوجية، ووضع معاشات للصحفيين وإنشاء صندوق لتقديم خدمات للحالات الطارئة للصحفيين وأسرهم. نأمل في اتحاد للصحفيين ومجلس صحافة يعالج ما تراكم من أزمات لتصبح هموم المهنة لها الأولوية في عملهما دون الخضوع لأي مصالح أو أهواء أو تيارات، فيخلع كلٌ من الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ومجلس الصحافة والمطبوعات عباءة «العقاب» والتركيز على قضايا المهنة، تحقيقاً لاستقرارها، وسعياً وراء تحقق خطوات واسعة، دعماً لحرية الكلمة وحرية الرأي، ورفضاً لتكميم أفواه الصحف وقصف الأقلام. نقولها باعتزاز: هنيئاً للصحافة بقضائنا النزيه. { مساطيل قاعدين عند واحد من شلتهم بس خواف..المهم وهم قاعدين يحششوا فجأة ينط الخواف ويقول: كبسة.. كبسة.. يا عالم في صوت بوليس انتو سامعين؟! قالوا: سامعين.. تمانين.. تسعين.. المهم حاصرتهم الشرطة قال الخواف: يا عالم أعملوا حاجة ديل زنقونا.. قالوا: زنقونا.. زنا تانيا.. زنا تالتا.. المهم قبضت عليهم الشرطة، فقام الخواف قال للمساطيل: أوعى واحد فيكم يجيب سيرتي.. قالوا ليهو: سيرتي.. فورتي.. فيفتي..!!