السودان ظل يحترم العلاقات بين الدول، الأمر الذي يؤكد أصالته ونبل كما أنه يفتح قلبه وصدره الرحب من أجل أن تظل العلاقات جيدة بينه وبين دول الجوار وبينه والعالم. وبما أن السودان دولة زراعية من الدرجة الأولى وتم ترشيحه ضمن (3) دول تغذى العالم فأن هذا الترشيح لم يأت من فراغ بل أن الامكانيات والأرض الواعدة وموارده الطبيعية ونيله بكل روافده جعلت الدول والمنظمات القائمة على أمر الغذاء ترشحه ضمن (3) دول لتؤكد بعد ذلك ما تم في الماضي حيث سمي «سلة غذاء العالم». ولهذا الدور الكبير الذي يلعبه في مجال توفير الغذاء رشحته الدول العربية لاحتضان المنظمة العربية للتنمية الزراعية وليكون السودان «دولة المقر» وذلك بحسب ما تم الاتفاق عليه. أيضاً تم الاتفاق على أن يكون للسودان منصب نائب المدير العام وظل هذا المنصب للسودان لفترات طويلة منذ انشائها حيث تعاقب على هذا المنصب د. عبد الرحمن الطيب عبد الحفيظ، عميد كلية الزراعة سابقاً، وبروفيسور التاج فضل الله وبروفيسور فتحي محمد خليفة وزير الدولة بوزارة التعليم العالي وحالياً د. محمد محمود الحنان الذي ستنتهي فترة عمله في يوليو المقبل. الآن هنالك معلومات تؤكد أنه سيتم إبعاد السودان من هذا المنصب حيث كان من المفترض أن يتم ترشيح د. عبد اللطيف عجيمي وكيل وزارة الزراعة الحالي لمنصب نائب المدير العام ولكن الجمعية العمومية للمنظمة العربية في اجتماعها الأخير بالجزائر رشحت د. أحمد عبد المولى السماوي بدلاً عن العجيمي، الأمر الذي أدى الى أن تنسحب العديد من الدول العربية من اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة إذ أنه لم يتم دعم مرشح السودان بالرغم من أن قرار انشاء المنظمة قد أكد حكر السودان لهذا المنصب باعتباره دولة المقر كما أنه من المعروف أن يكون تسهيل الاجراءات الإدارية من اختصاص نائب المدير العام. أيضاً هنالك معلومات توفرت لدينا تؤكد نقل مقر المنظمة من السودان لدولة عربية وذلك بالرغم من أن الاتفاقية الخاصة بالمنشأ قد نصت على الآتي: «أن يكون السودان دولة المقر للمنظمة العربية للتنمية الزراعية وذلك نسبة لامتلاكه الإمكانيات التي تؤهله لتحقيق الأمن الغذائي العربي المنشود وسلة للغذاء العربي..». ومعروف أن مثل هذه القرارات ستحدث الغبن والتوتر في العلاقات، الأمر الذي يولد الملايين من الأسئلة والتي أولها لماذا هذا التآمر على السودان بالرغم من أنه استطاع أن يوجِد للمنظمة جواً هادئاً مكنها من الانطلاق والتوسع في جميع العمليات الزراعية والتنموية، كما أن السودان ساهم في منحها ميزات تشجيعية كبرى؟. هذه الميزات منحت للمنظمة لأن السودان معروف بكرمه وشهامة ابنائه بدءاً من أعلى السلطات حتى أدناها، فلماذا إذن التآمر على السودان وعلى شعبه خاصة إذا علمنا أنه سيتم تضييق الخناق على العمالة السودانية بالمنظمة الحالية بعد ضياع منصب نائب المدير العام من السودان؟ هذه الرسالة نبعثها سادتي لوزارة الخارجية أولاً باعتبارها المنظم والراعي لكل الأعمال الخارجية وتلك التي تأتي من الخارج ليكون السودان، مضيفاً لهذا الأعمال، كما نبعثها لوزارة الزراعة والغابات خاصة إذا علمنا أن وزارة الزراعة هي الجهة المعنية بالعمل الزراعي والتنموي، فماذا هم قائلون؟.