* من العادت السيئة في اللاعب السوداني انفاق معظم زمن المبارلة في الاستهتار والاداء غير المسؤول واللامبالاة وتكرار الاخطاء الساذجة وعدم تطبيق رؤية وخطة وتكتيك المدرب وترك التعليمات بالخارج والاعتماد على المزاج الخاص دون التقيد بالجماعية ومصلحة الفريق. * في مباراة الهلال الاخيرة بالاسماعيلية تقدم الفريق منذ الشوط الاول بهدف ووضع الخصم تحت الضغط النفسي والتوتر وكان متوقعا انهيار الدرايش وزوال التماسك والثبات والاندفاع التهور وفقدان البوصلة وهى عناصر كانت في مصحلة الهلال لاضافة الهدف الثاني وتعزيز التقدم ولكن حدث العكس تراخى اللاعبون وتباروا في اهدار الفرص السهلة. * ولأن الوقت لا ينتظر كان الكل يتوقع احراز الهلال للهدف الثاني لقلب الطاولة على اصحاب الارض وانتزاع بطاقة التأهل واهدائها لانصاره بالخرطوم بعد ان كان الفريق على مقربة من الهدف. * عدم الاحساس بقيمة الوقت تقود للأخطاء وللنتائج المخيبة للآمال وهذا ما حدث بالضبط.. نظم الاسماعيلي صفوفه وشن الغارات المكثفة فكان طبيعيا ان تتعدد اخطاء الدفاع ومن ثم الانهيار التام وقد كان اخراج ديمبا قرارا كارثيا على الهلال. * وعندما اودع الخصم هدفين في شباكنا استشعر لاعبونا الخطر وبدا الاستعجال والتسرع لتعديل النتيجة مع ان الزمن كان متاحا وبوفرة طوال الشوط الاول وجزءا من الشوط الثاني ولكن ثقافتنا العامة التي تجعل كل المجتمع يهرول قبل ساعات من رمضان واعلان العيد موجودة حتى في كرة القدم وبسبب هذا التسرع اهملنا الدفاع مثلما اخلى الرماة مواقعهم في غزوة احد وخالفوا التعليمات. * نهدر اكثر من سبعين دقيقة ونسابق الوقت في جزء ضئيل من زمن المباراة وهذا دليل على انعدام الترتيب المسبق كما يفعل المدربون اصحاب الشأن والخبرة والمعرفة الذين يوزعون زمن المباراة لارباع الساعة ولكل حالة لبوسها ولكل وقت خطة مع التنبيه المتكرر للاعبين منعا للشرود الاخلال بالتطبيق السليم للطريقة. * اما اذا عدنا لمباراة الخرطوم فحدث ولا حرج فقد انهى الضيوف الشوط الاول بالخرطوم بهدف وحيد اكد تواضع قدرات البرازيلي الذي فشل في الخروج في الشوط الاول بالتعادل على ارضه وهو اضعف الايمان ريثما يعيد قراءة المباراة واعادة تكليفات اللاعبين. * اما الكارثة الكبرى فتتمثل في اجبار الاسماعيلي الهلال على الخسارة طوال الشوط الثاني والمحافظة على التقدم وقيادة المباراة للنتيجة يريدها الضيوف وقد فرضوها كواقع على صاحب الارض وانتزعوا الفوز عنوة من براثن الاسد الذي ما كان يسمح بالزئير لغيره داخل مقبرة الابطال ولكنه تنحى عجزا وودع المنافسة قهرا. * الاسماعيلي حافظ على الفوز واستدرج الهلال للخسارة على ارضه وسافر بالنقاط ورسم الحسرة على الوجوه الزرقاء. * الخسارة لملمت شجاعة الهلال واستجمعت قواه واستنهضت منه الهمم وكان لها مفعول السحر في مباراة الاسماعيلي التي خاضها الفريق بشكل مختلف منحه السيطرة والتفوق العددي ومن ثم التقدم بهدف سادومبا الذي كان في منتصف الشوط الاول وليس نهايته كما حدث بالخرطوم وكنا نتوقع ان يمنح اللاعبين دافعية اكبر لمواصلة الزحف وغزو مرمى الدراويش ولكن شتان ما بين العقليتين. *تعالوا نشاهد الفارق بين الفريقين والمدربين ونحاكم الكل على خلفية النتيجة النهائية.. الهلال فشل في تعديل نتيجة مباراة الخرطوم التي حُسمت من الشول الاول لكنه نجح في التقدم على الاسماعيلي وانهى الشوط الاول لصالحه بأرض الخصم ولكن لماذا تراجع وسلم المباراة للاسماعيلي وخسر بالثلاثة؟؟ هنا يكمن الفارق.. العقلية.. الارادة.. التحدى.. الرغبة في التعديل.. الاصرار على صناعة الفارق..عدم القناعة بالنتيجة.. طرد اليأس.. الاقدام عدم الاقرار والتسليم بالخسارة.. الجرأة على تعديل الواقع.. التمسك بالامل.. القتال حتى النهاية.. وغيرها من العناصر اسهمت في تغيير النتجة واعادت الاسماعيلي للمباراة بل واستلام زمامها واستعادة السيطرة بالانقلاب على التقدم الهلالي وفي لمح البصر. * بتعديل واحد في بداية الشوط الثاني قلب الدراويش الموازين واودعوا ثلاثة اهداف رغم ان التعادل كان يكفيهم للتأهل ولكنهم لعبوا على المضمون وتحسبوا لكل الظروف وتقلبات المباراة وقفلوا الطريق على الهلال ووضعوا حدا لمغامراته وصعّبوا عليه المهمة حتى لا يعود لاجواء المباراة والتنافس معا بهدف ثانٍ. * تخلف كامبوس وطاقمه المعاون قرار خاطئ نظرا لارتبط الهلال بمباريات الممتاز حيث يغادر الفريق بالخميس لمدني لمواجهة الرومان بالجمعة.. حتى لو تخلف لساعات ستكون من ضرر الفريق الذي يحتاج معالجات نفسية ومعنوية لتجاوز محنة الهبوط للكونفدرالية. * لا نعلم مبررات التأخير ولكن مجرد سماح البعثة الادارية للطاقم نعتبره تشجيعا على الفوضى. * اذا كان السبب الذهاب للسفارة البرازيلية لاجراءات تجديد الجوازات وغيرها فقد اقام الهلال معسكرا لثلاثة ايام قبل السفر للاسماعيلية فلماذا لم يذهبوا للاجراء المعني؟! * التساهل مع الاجانب والاخلال بالعقود يغري بعدم الانضباط فيدفع الهلال الثمن.