السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخي العزيز الهندي عز الدين، أولاً أهنئكم بصدور صحيفتكم الغرّاء التي تربّعت على عرش جميع الصحف في فترة وجيزة جداً، وهذا توفيقٌ من الله سبحانه وتعالى يستوجب الحمد والشكر. اخترت الكتابة في صحيفتكم لأنك رجل شجاع، طموح، مقدام، مبدع، وذو نظرة ثاقبة وفاحصة لكل موضوع تكتب عنه.. وباختصار أنت صحفي شامل. لقد تابعنا تداعيات ترشُّحكم لدائرة الثورة الغربية (13) التي انتهت بخيرها وشرها، ومن خلالها أثبت للجميع مدى حبّك لهم وحبّهم لك، في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل. طريق الخرطوم مدني تم إنشاؤه في ستينات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن (2010) أي حوالي خمسة وخمسين عاماً، لم يتم توسيع هذا الطريق الحيوي، وظل يحصد أرواح البشرية، إذ لا يمرُّ يوم إلا ونسمع عن وقوع حادث في طريق الخرطوم مدني، ومن كثرة الحوادث سُمّي طريق الموت. هذه صرخة مدوية، ليست مرسلة إلى مسؤول أو والٍ أو وزير طرق وجسور، أو رسوم العبور بطريق المرور السريع.. إنما هذه الصرخة المدوية موجهة إليك أنت شخصياً أخي العزيز الهندي عز الدين، رئيس تحرير صحيفة السودان الأولى، بأن تتولى أمر هذا الطريق بتوسعته إلى مسارين تفصل بينها جزيرة.. أي نريدك نائباً لدائرة طريق الخرطوم - مدني.. (طريق الموت). لا نريدك أن تكتب عن الموضوع فقط، إنما نريد بياناً بالعمل، وفي أسرع وقت ممكن، لأن أي زمن يمر تُحصد فيه أروح أخرى عزيزة علينا. ستواجهك عقبات كثيرة، وسأذكر بعض الأمثلة وأعطيك اقتراح الحل في هذا المقال حتى نكون عمليين: 1/ المال: لا تذهب لمسؤول أو وزير مالية، ولكن اذهب للخيّرين ورجالات الأعمال، وإن دعا الأمر السفر لخارج البلاد لرؤساء الدول الصديقة العزيزة والخيّرين من خارج البلاد وهم كثر، ومثل طريق الخرطوم مدني بالنسبة لهم كالذي يريد شرب كوب ماء. 2/ طريق الخرطوم مدني يمر بقرى كثيرة جداً، ولتوسعته لا بد من إزالة بعض المنازل، وهؤلاء يتم تعويضهم في قراهم عن طريق والي الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه. 3/ تكوين لجنة برئاستك والاستعانة برؤساء تحرير الصحف الأخرى للترويج للحملة وإنجاحها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. نرجو منك أن تبدأ ضربة البداية عن طريق الترويج الإعلامي، وسيكون ناجحاً بإذن الله كنجاحك في ترؤس صحيفة هي الأوسع انتشاراً في السودان. لك مطلق الحرية في إضافة أو حذف أو تعديل أو توسيع هذا المقال، بشرط أن يحقق الهدف الذي من أجله كُتب. والله من وراء القصد علي بشير علي بشير مفتش بديوان الضرائب من أبناء السديرة الغربية { من شهادتي لله: { كتبنا عدة مرات عن طريق الموت «الخرطوم- مدني»، ولا حياة لمن تنادي .. ولا يمرُّ أسبوع حتى يحصد الطريق أرواحاً عزيزة من أبناء هذا الوطن الكبير.. ليس بالضرورة أن يكونوا من أهل الجزيرة المعطاءة.. ولكنهم يسافرون عبر هذا الطريق من كل حدب وصوب في أركان بلد المليون ميل مربع. { ولقد تساءلنا، ومازلنا نتساءل: أين تذهب الأموال التي يتم تحصيلها - يومياً - بالملايين عبر نقاط العبور في محطة سوبا.. وغيرها؟! لو أنهم خصّصوا هذه المبالغ لتوسعة الطريق بواقع كيلو متر كل شهر، لاكتملت التوسعة حتى بورتسودان. { نحن مستعدون في «الأهرام اليوم» لقيادة حملة قومية ونفير وطني لصالح توسعة طريق الخرطوم - مدني، ونأمل أن يهب أبناء الجزيرة في دول المهجر لالتقاط القفاز وبدء الاتصالات مع هيئات ومنظمات (دولية) في هذا الشأن، وكما قال الأخ علي، فإننا اذا انتظرنا الحكومة ممثلةً في وزارتي المالية، والطرق الجسور، أن تتصدى لهذه المهمة، فإن المزيد من الأرواح الغالية ستغادرنا إلى الدار الآخرة.