اجتماع عاصف عقده كُتّاب الدراما في المنبر الدوري لجمعيتهم للتفاكر حول الرؤى المستقبلية للكتاب في ظل التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية الراهنة وسبق الاجتماع بيان جمعية كتاب الدراما السودانيين الذي جاء فيه إن بلادنا تمر بمنعطف خطير يهدد بقائها تكون أو لا تكون وحث الأعضاء للقيام بدورهم صوناً للأمانة التي حملوها ليبقى هذا الوطن شامخاً. وحذر البيان من مآلات الانفصال الماثلة في الاستفتاء القادم والمشاكل المحدقة بباقي ولايات البلاد، وطالب بإعادة الأمور إلى نصابها بالعديد من الأعمال الدرامية المعالجة لمشاكل المجتمع. وقال رئيس الجمعية مصطفى علي الحسن في الاجتماع الذي عُقد بالمسرح القومي إنه يقترح تكوين لجنة من كل الدراميين لمخاطبة التلفزيون القومي لعقد اجتماع مع المسؤولين بالدورة لمناقشة قضايا الإنتاج الشائكة في حوار مباشر، بينما اقترح العضو عبد اللطيف الرشيد تسيير مسيرة صامتة. وبعد نقاش مستفيض لقضية النصوص والتلفزيون أعطى رئيس الجمعية تنويراً عن ما جرى مع إدارة الإنتاج المتخصص الذي تديره إدارة الدراما وقال إن إدارة الإنتاج شرعت في الترتيب ببداية الإنتاج الدرامي وأكد أنه لن يكون هنالك مسلسل سوداني في رمضان هذا العام، ومضى إلى أن الجمعية تقوم بمهام كثيرة يجب أن يقوم بها اتحاد المهن التمثيلية ولكن لغيابه وتعثر قيام جمعيته العمومية لخمس سنوات متتالية فإن الجمعية تدلي بدلوها من أجل المصلحة العامة. ودافع العضو الهادي الصديق عن إدارة الإنتاج بالتلفزيون وأكد جديتها في ما طرحته من أفكار وقرارات. العضو عادل إلياس معني قال إن الإشكالية ليست إشكالية الكُتّاب أو الدراميين مع التلفزيون أو إدارات الدراما ولكنها تبقى إشكالية مع من يديرون الثقافة عموماً واقترح تكوين لجنة لمتابعة شأن الدراما السودانية مع التلفزيون. الأستاذ الريح عبد القادر قال بلغة دراجة: «الكضاب ما بنصدقوا لأنه لم يحترم هؤلاء المبدعين فكيف تاني نصدقو؟» والحديث عندما يكون مع أشخاص يعتبر حديثاً شخصياً وليس مؤسساً، وأضاف اعتقد أن الدولة لا تريد الثقافة وكل مسؤوليها يشبهون «جوبلز» في إشارة إلى وزير الدعاية في عهد النازية فيخافون منها، وأردف: «أكثر فئة فترانة وزهجانة وفقرانة هي فئة هؤلاء الكُتّاب، وأكد أن الدراميين السودانيين «أصل» بلا فروع، ولا توجد نسخ منهم لذلك يجب أن نحترم هؤلاء، فنحن خطوط باهتة في الرمال فإلى متى نظل هكذا وكم من العمر قد تبقى لنا؟ الأستاذ السر محجوب طالب بعدم إغلاق الأبواب مع المسؤولين وقال إذا فتحت الأبواب علينا ولوجها ويجب ألا نوصدها مجدداً. الأستاذة سمية عبد اللطيف طالبت الأعضاء بالعودة إلى التاريخ وقالت مشكلتنا كدراميين مشكلة تاريخية ويجب أن نقوم بالإعداد لمسيرة صامتة بمذكرة ضافية تحمل كل تاريخ الدراما للسيد رئيس الجمهورية الأستاذ مصطفى أحمد الخليفة قال لقد أُصبنا بحالات نفسية وهستيرية ولكن يجب أن نفكر بمؤسسية ويجب أن تكون لنا لغة خاصة بنا والتلفزيون القومي ليس ملكاً لأحد وإشكالات الكُتّاب من صنع الشركات المنتجة وليس معاداة التلفزيون فهناك مجلس استشاري يشارك فيه رئيس الجمعية وعليه أن ينورنا حول مستقبل هذه الأشياء. الأستاذ الفاتح البدوي غيّر مجرى الحديث حول خلفية مطالبة التلفزيون لكتاب الدراما بتسليمه «30» فيلماً حتى 15 يونيو الجاري كآخر موعد وقال لا يمكن إنتاج «30» فيلماً في هذه المساحة الزمنية الضيقة، بالإضافة إلى أن لائحة التلفزيون المالية الخاصة بالإنتاج غير واضحة وغير معروفة وحتى الآن لا توجد تعريفة تحدد قيمة الفيلم، وأردف هل نحن محاربون من قبل المسؤولين وهل لا يحسون بنا فإذا حدث هذا فهذه مصيبة. وتساءل عبد اللطيف الرشيد عن صراع المسؤولين مع بعضهم وقال هذه «لعنة»، وأردف العيب فينا نحن لأن الدراما ليست في المستوى الذي يضيف لنا شيئاً فقد «مصرنونا» وحالتنا بقت صعبة. العضو عبد الحكيم عامر قال لقد أصبحنا نحمل عدداً من البطاقات بلا كيانات ونتيجة لمحاولات الخصخصة أصبح العمل ضعيفاً ولا يوجد عمل من قبل الدولة وخطابها الذي تقول به بأن لدينا مبلغ كذا مليار جنيه فتعالوا ننتج دراما هذا استخفاف بالدراميين لأن الدولة بواسطة مؤسساتها يجب أن تنتج دراما كجزء من مخططاتها لأن الاستعجال في الإنتاج وعدم توفير المتطلبات له دور في إضعاف المنتوج الدرامي. مدير الإعلام بالجمعية عبد المنعم عباس قال هناك دراميون يقابلون المسؤولين حتى رئيس الجمهورية ولغياب مصلحتهم الشخصية لا يعملون على عكس قضايا الدراما وآخرين دورهم سالب، وطالب بالتركيز على مقابلة أولي الأمر وطرح القضية مباشرة.