تلقيت رسالة من صديق ختمي المفتي بأركويت جاء فيها «دائماً يقع الناس في خلط بين الكاتب الكبير المفكر (الإسلامي) القدير مؤلف كتاب (في منزل الوحي) وكتب أخرى وهو محمد حسين هيكل وبين الصحفي محمد حسنين هيكل أحد أبواق الرئيس جمال عبد الناصر كما سماه الرئيس الراحل أنور السادات وهو لا يحب السودان ولهذا فهو يكره اللواء نجيب لتوحيده بين الأحزاب السودانية لينال السودان ما يريد إما الاستقلال أو الاتحاد مع مصر وقد تحقق للسودان استقلاله واحتفظ بعلاقته المتينة مع الشقيقة مصر، ناهيك عن كراهيته للرئيس نميري لشجاعته وصراحته. وعندما أفرج الرئيس السادات عن اللواء نجيب كتب محمد حسنين هيكل حديثاً يندد باللواء نجيب تحت عنوان «مع شبح من الماضي» بمجلة الحوادث اللبنانية مما جعل اللواء نجيب يرد عليه ويرفع دعوى ضده بالقذف لكنها انتهت بوساطة من اللواء جمال حماد مع الاعتذار الشديد من هيكل..الخ. ويختم صديق ختمي المفتي قائلاً «آن لمحمد حسنين هيكل أن يصمت وهو في خريف العمر». ونشكره ونضيف أن محمد حسين هيكل حاصل على الدكتوراة وهو باشا وكان رئيساً لمجلس الشيوخ قبل ثورة يوليو 1952م وهو علماني وليس إسلامياً وهو من كان امتداداً لحزب الأمة المصري الذي كان أبرز مؤسسيه أستاذ الجيل ومدير جامعة القاهرة أحمد لطفي السيد وكان هذا الحزب يضم الأعيان من جانب وكثيراً من كبار مثقفي مصر. أما محمد حسنين هيكل فقد طبقت شهرته الآفاق.. وليست هناك قرابة بين الهيكلين. ولهيكل قراء ومعجبون على امتداد العالم العربي، ويكرهه أيضاً كثيرون داخل مصر وخارجها. ولكن وقف السودانيون رسمياً وشعبياً مع الرئيس عبد الناصر خاصة بعد هزيمته العجيبة في يونيو 1967م، وقفوا معه أيام الزعيم إسماعيل الأزهري والأستاذ محمد أحمد محجوب ثم في عهد الرئيس نميري مما كان له أثر كبير في رفع معنويات عبد الناصر. لكن الأستاذ هيكل لم يقدر قط وقوف السودانيين وحكامهم في أحلك الأوقات مع معبوده جمال عبد الناصر وراح يتجاهلهم ويستخف بهم ويتهكم عليهم. وسخر الأستاذ هيكل في استهلال الرئيس نميري لأحد خطاباته لعبد الناصر ب«أيها الأخ الرئيس» ومن الغريب أن عبد الناصر كان يخطئ في قواعد اللغة العربية ومن أخطائه أنه كان يقول: «إن جماهير أمتُنا»، وأمتنا مضاف إليه والمضاف اليه مجرور لكن عبد الناصر كان يرفعه، وطبعاً لن يذكر هيكل أبداً هذه الحقيقة حتى ولو ظل يتحدث في قناة الجزيرة وغيرها مئات الأسابيع.