هناك مبنى صغير في الجزء الغربي من بيت الزعيم إسماعيل الأزهري لم يكتمل بعد، وهو لم يكتمل من فترة طويلة. ولأن بيت الزعيم الأزهري يطل على شارعين رئيسيين من شوارع العاصمة الوطنية أم درمان، هي شارع الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري وشارع الهجرة، وعلى شارع ثالث يمر به المئات في مشوارهم اليومي من حي بيت المال إلى سوق أم درمان والعكس وهو شارع السيد علي الميرغني، لذلك كله فإن المؤكد هو أن الناس وصفوتهم لاحظوا من فترة ليست بالقصيرة أن مبنى صغيراً في الجزء الغربي من بيت الزعيم الأزهري لم يكتمل. وهو أمر مؤسف بكل المقاييس ومخجل في نفس الوقت. ولقد تبرّع من يومين أحد الأثرياء بمبلغ مائة مليون جنيه كحافز للاعبي الهلال على انتصارهم على المريخ بهدفين دون مقابل أحرزهما مهند الطاهر ومدثر كاريكا وانتصار الهلال على المريخ أو المريخ على الهلال ليس إنجازاً يستحق هذه الحاتميات ولو أن أياً من الفريقين حقق أو ظفر بكأس دوري أبطال إفريقيا لاستحق فعلاً ذلك المبلغ وأكثر منه. وما أكثر البنود التي هي أكثر استحقاقاً بمثل هذا المبلغ.. دعم الواقع التعليمي في مرحلة الأساس مثلاً.. أو دعم العلاج أو دعم البنيات الأساسية في إحدى المستشفيات الكبيرة أو إكمال ذلك المبنى الناقص من زمن في الجزء الغربي من بيت الزعيم إسماعيل الأزهري. إن بيت الزعيم الأزهري ليس بيتاً عادياً وإنما هو بيت رجل قاد بكل حنكة عمليات أو ملاحم الجلاء والسودنة والإستقلال.. والصيانة الدورية لمثل هذا البيت واجب رسمي وشعبي. وإذا كنا نعرف أن شواغل الرئيس البشير الكبرى لم تمكنه من الوقفة العابرة أمام الشكل العام لبيت الزعيم الأزهري، فإن ما يُثير الاستغراب فعلاً هو أن الاتحاديين الذين كانت أحزابهم أيام الكفاح ضد الإستعمار هي الحركة الوطنية وكان يقودها الزعيم الأزهري لم يلفت نظرهم الشكل العام لبيت الزعيم. ومنهم الكثير من التجار الكبار.. ويثير الاستغراب أكثر وأكثر أن زعيم الاتحاديين الآن هو السيد محمد عثمان الميرغني وهو من أغنى أغنياء السودان. إن المظهر الخارجي لبيت رافع العلم يجب أن يتغيّر ونثق أن الحكومة لن تقصّر وإن الاتحاديين على اختلاف أحزابهم لن يقصروا وأن الشعب العظيم لو تنبّه إلى هذه الملاحظة وهي أن الشكل العام لبيت الزعيم (موش ولابد) سوف يهرعوا زرافات ووحداناً لتصحيح الصورة. وعندما يتم هذا التصحيح فإنه يتم من باب أن ذلك هو أقل ما يمكن أن يُقدّم لبيت الذي رفع العلم وأعلنها مجلجلة منتصف الخمسينيات جمهورية سودانية مستقلة ذات سيادة.