{ لا أظن أن السودان سيكسب، بل ربما يخسر، بمشاركة الرئيس «البشير» في القمة الأفريقية القادمة المزمع انعقادها بالعاصمة اليوغنديّة «كمبالا» الشهر المقبل، خاصةً بعد الموقف اليوغندي المضطرب من دعوة الرئيس السوداني بسبب التزامات قطعها نظام «يوري موسفيني» مع المحكمة الجنائيّة الدوليّة. { فقد نقلت «الميديا» العالمية تصريحاً منسوباً إلى مكتب الرئيس اليوغندي مفاده أن «كمبالا» لن تدعو الرئيس السوداني للقمة الأفريقية، فردّت «الخرطوم» بعنف وطالبت باعتذار، وهدّدت بمطالبة الاتحاد الأفريقي بنقل القمة من «كمبالا» إلى مكان آخر، مستندةً إلى أن الدولة المضيفة ليس لها الحق في توجيه أو حجب الدعوات عن أعضاء الاتحاد. { يوغندا اعتذرت لاحقاً وأوضحت أن أجهزة الإعلام - الضحية الدائمة - حرَّفت التصريحات، ثم أوفد الرئيس «موسفيني» مندوباً إلى الرئيس «البشير» يستعطفه الحضور والمشاركة في اجتماعات القمة. { ورغم أن الدولة المضيفة لا تملك الحق في تحديد قائمة المدعوين، إلاَّ أنها تحرص باستمرار على حضور أكبر عدد ممكن من الرؤساء ورؤساء الحكومات، لأن (دفتر الحضور) يمثل مؤشراً لنجاح أو فشل القمة. { والحكومة اليوغندية بالتأكيد لم توفد وفداً لدعوة «البشير» لزيادة عدد الحاضرين بين رؤساء (53) دولة، لكنها لا تريد أن تثير مشكلة دبلوماسيّة بين السودان ويوغندا تلقي بظلالها السالبة، على القمة، حتى ولو كان عدد الحاضرين مقارباً للرقم المعتاد في قمم «أديس أبابا» حيث دولة المقر. { وفي كل الأحوال، فإن الرئيس «موسفيني» غاب - مع العقيد «القذافي» - عن حفل تنصيب الرئيس «البشير» الذي شارك فيه عدد من رؤساء الدول المجاورة وغير المجاورة، مثل رئيس ملاوي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي «بينغو موتاريكا». { غاب «موسفيني» عن حفل تنصيب «البشير» بينما كان أبرز المشاركين في حفل تنصيب الفريق «سلفاكير» رئيساً لحكومة الجنوب الشهر المنصرم. { والموقف (المريب) للنظام اليوغندي تجاه وحدة السودان - خلافاً للموقفين المصري والأريتري مثلاً - يبدو أيضاً عاملاً غير مشجع للقيادة السودانية ليكون تمثيلها (رئاسياً) في قمة كمبالا.. { واستضافة يوغندا لمؤتمر خاص بالمحكمة الجنائية قبل أسابيع.. بحثاً عن مصلحة محدودة متعلقة بالقبض على قائد جيش الرب «جوزيف كوني»، تمثل أيضاً عملاً عدوانياً ضد السودان باعتباره محاولة لتنشيط جسم غريب على الكيان الأفريقي، كاد يموت برفض الاتحاد التعامل مع قراراته الفضائحية في ما يتعلق بما يسمى (جرائم الحرب في دارفور). { لا حاجة.. بل لا (سلامة) للرئيس في سفره إلى «كمبالا».. وحادثة تحطم مروحية الراحل «جون قرنق» مازالت وستظل راسخة بغموضها في ذاكرة الشعب السوداني الجمعية.