يوغندا.. تاااني؟؟ الصادق المهدي الشريف [email protected] ها هو المشهد الرتيب المُمل يتكرر مجدداً... فقد تلقى الرئيس البشير أمس الأول دعوة من نظيره اليوغندي يوري موسيفيني، للمشاركة في إحتفالات تنصيبه في الثاني عشر من مايو الجاري ( بعد يومٍ واحدٍ من نشر هذا المقال) لفترة رئاسية جديدة. ورغم الملل الناتج من العلاقات السودانية اليوغندية، سنعيد بعض ما حدث بينهما بشأن زيارات الرئيس لكمبالا... لعلّ الذكرى تنفعُ المؤمنين. في منتصف العام الفائت غَضِبَتْ الجهات الرسمية بالخرطوم أشدّ الغضب من موقف الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، الذي أكَّد أنّ الرئيس البشير لم تتم دعوته لقمة الإتحاد الافريقي التي عُقِدت بكبمالا في شهر يوليو 2010م. ومن خلف أسنان مصطكة بالغضب وعبر حلقومٍ جافٍ إبتلع المتحدث باسم الخارجية وقتها التصريح اليوغندي بأنّ الدعوة قُدمت لشخصية اخرى اقلّ تمثيلاً من الرئيس (بسبب مذكرة المحكمة الجنائية بحقه). ولتوضيح خلفيات الدعوة قلنا وقتها إنّ يوغندا هي مجرد مُضيف للقمة ولا تملك تحديد الشخصيات التي يتم دعوتها، فتلك مهمة سكرتارية الإتحاد الافريقي، والتي تتبع لرئاسة الإتحاد مباشرةً وتعمل بمعزل عن الحكومات الافريقية. كمبالا كانت فقط تملك حق إبداء الرأي لسكرتارية الإتحاد حول الشخصيات التي لا ترغب بوجودها علي اراضيها... وقد فعلت ذلك بموقفها المعلن من حضور الرئيس البشير. وكانت بعض الصحف الأمريكية قد سربت معلوماتٍ عن إتفاقٍ بين الجنائية وموسفيني... طلبت فيه المحكمة الجنائية من الرئيس موسفيني إصدار تهديد بالقبض على الرئيس السوداني إن قام بزيارة يوغندا... والمقابل الذي حصل عليه موسفيني من ذلك التهديد هو حصانة شخصية يمنحها له أوكامبو ضد دعاوي جنائية رفعتها ضده المعارضة اليوغندية لدى المحكمة. ونهوضاً على هذه الخلفية المتوترة من الأحداث (وعمليات البيع والشراء) لا أتوقع أن يسافر الرئيس البشير لحضور تنصيب الرئيس اليوغندي غداً. ولكن قبل أن تغتنم الدبلوماسية اليوغندية غياب البشير لإحراز هدف في مرمى الدبلوماسية السودانية مثل القول بأنّ البشير غير مرغوبٍ في وجوده بكمبالا. قبل ذلك... يجب ان تسحب دبلوماسيتنا الكرة من الملعب اليوغندي، بأنّ تعتذر مبكراً عن حضور البشير لتنصيب موسفيني بايِّ عُذر... كالتعلل بمشغولياته وإلتزاماته... أو حتى الحديث صراحةً عن موقف الخرطوم من دعم كمبالا للحركات المتمردة عليها في إقليم دارفور. ولو لم تتخذ الحكومة – عبر أيِّ من ممؤسساتها – موقفاً إستباقياً لدعوة التنصيب هذي... وتركت كمبالا لتُبدي آراءها وفق مصالحها مع المجتمع الغربي والمحكمة الجنائية وتحرز هدفاً في المرمى السوداني... فإنّ (الرماد كال حمّاد). وتكون الحكومة وقتها قد تجرعت الهزيمة الدبلوماسية مرةً أخرى بعد أن ذاقت مرارتها من قبل. إذا كان الرئيس البشير يعتزم مسبقاً ألا يشارك في تنصيب نظيره اليوغندي فعليه أن يعلن ذلك بصورة عاجلة... لأنّ التأخير يفتح باباً واسعاً لإحتمالاتٍ لا حصر لها. صحيفة التيار