انفجار الوضع البيئي في منطقة إستاد الخرطوم والمناطق المجاورة له أثار السخط من قِبل المواطنين الذين يرتادون تلك المناطق الذين يستقلون المركبات العامة وأصحاب المحلات التجارية وأصحاب الأعمال الحُرة. وحقيقة الوضع يحتاج لوقفة للنظر إلى تلك المشاكل والمعضلات التي ألقت بظلالها على هؤلاء المتضررين من جراء هذا الوضع المذري من انفجار المجاري المستمر في تلك المنطقة وطفح المياه على الطرق الرئيسة وتسرُّب مياه الصرف الصحي من الدورات العامة الموجودة في منطقة الإستاذ وميدان جاكسون وما تثيره من روائح نتنة وركود المياه في أماكن منخفضة على جانبي الطريق العام وانعكاس ذلك على حركة البيع. والمشكلة الكبرى تكمن عندما تتحول تلك المياه إلى (طين) وتنثره السيارات عند المرور عليه من روائح كريهة. ولإلقاء الضوء أكثر على هذه المشكلة التقت «الأهرام اليوم» عدداً من أصحاب المحلات والمواطنين والمسؤولين في إطار استعراضها لهذه القضية فماذا قالوا: الوسيلة يسن صاحب محل لبيع المواد الاستهلاكية والذي قال: حقيقة هذه مشكلة كبيرة تواجهنا نحن كأصحاب محلات والخريف على الأبواب، أولاً هذه المياه أغلقت الشارع بالكامل من الجهة الغربية مما عمل على انخفاض العملية الشرائية بنسبة 80% والمياه مازالت في مكانها وأصبح الناس لا يأتون بهذا الشارع بتاتاً، وأكد أن الرائحة النتنة الصادرة من هذه المياه لا تحتمل وأصبح الجلوس داخل المحل مشكلة في حد ذاته. فيما يقول حمزة عبدالله صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة، إن المياه قد استقرت أمام المحل وهو الطريق الوحيد للولوج داخله، مما ساهم في إضعاف القوى الشرائية طيلة هذا الأسبوع والخريف دقّ أجراسه مبكراً. موضحاً أن رائحة هذه المياه لا تُطاق بالمرة ونناشد المسؤولين بالنظر حول هذه المشكلة ومعالجتها حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. أما عمر عبدالله صاحب كافتيريا وهو لا يختلف كثيراً مع من سبقوه عن الحديث حول هذا الموضوع مع تطابق في القول حول سلبيات هذه المياه، مؤكداً أن أثرها على أصحاب الكافتيريا أكبر وأعظم، فإن هذه المياه وما بها من روائح لا تتناسب مع أجواء تعاطي الوجبات ولولا وجود المكيفات ومعطرات الجو لما قدم إلينا زبون واحد!. وعلى ذات السياق تحدّث يوسف الشفيع مواطن موضحاً أن هناك بعض الشوارع مغلقة بكاملها بهذه المياه فتضطر إلى اللجوء لشارع آخر أبعد منه أو تخوض معركة للعبور من خلاله وتتحمل العواقب من اتساخ للملابس أو السقوط في بعض الأحيان وتحمُّل الرائحة النتنة، وناشد يوسف المسؤولين النظر إلى عمل المجاري بأن يكون بطريقة علمية لتصريف المياه الراكدة ومياه الصرف الصحي، ولا ننسى أن الخريف على الأبواب. وأكد الباشمهندس هاشم علي، المدير العام لشركة الخرطوم للمياه والخدمات لإدارة الصرف الصحي أنها قفولات وانسدادات عادية في شبكة الصرف ناتجة عن سوء استخدام الدورات العامة والكافتيريا والمطاعم لشبكة التصريف الموجودة بتلك المنطقة، معزياً ذلك إلى نتيجة الضغط العالي والاستخدام السيئ في نفس الوقت، وقال: لقد أصدرنا إنذارات لأصحاب الكافتيريات والمطاعم بضرورة عمل «مصافٍ» ضد الدهون حتى لا تتسرب داخل الشبكة وتعمل تراكمات تؤدي إلى إغلاق الشبكة، والذي لا يلتزم بتنفيذ ما جاء بالإنذار ستتبع ضده الاجراءات القانونية وإغلاق المحل. موضحاً أن الشركة أصدرت نشرات توعوية لأصحاب المحلات والدورات العامة بكيفية التعامل مع شبكات الصرف بالشكل السليم.